يجيب القديس يوحنا الذهبي الفم: إنه طيش الفكر وفضوله، أن يشتهي الإنسان أن يفهم كل علل الأحداث التي تحل بنا، والرغبة في مقاومة عناية الله غير المدركة ولا موصوفة، تلك العناية التي تفوق كل فحص واستقصاء ! ومع هذا لا يخجل الإنسان من هذا الموقف الفضولي المملوء تهورا.
ترى من فاق القديس بولس الرسول في حكمته؟ أخبرني، ألم يكن إناء مختارا؟ ألم يأخذ نعمة الروح الفائقة غير المنطوق بها؟ ألم يتكلم المسيح فيه؟ ألم يكشف الله له عن أمور لا ينطق بها؟ ألم يسمع ما لا يحق لإنسان أن ينطق به؟ ألم يختطف إلى الفردوس ويرتفع إلى السماء الثالثة؟ ألم يجوب البحار والبر يجذب الوثنيين إلى المسيحية؟ ألم ينل من مواهب الروح المتنوعة؟… ومع هذا كله فإن هذا الرجل بعظمته وحكمته وقوته وامتلائه بالروح، إذ خصه الله بهذه الامتيازات، عندما يتطلع إلى عناية الله لا في كل جوانبها، بل في جانب واحد منها، يصير منسحقا، ويتراجع سريعا خاضعا لله غير المدرك… فإنه بحث عن عناية الله الخاصة باليهود واليونانيين، وشرح كيف دعا الله الأمم ورفض اليهود ثم أوضح كيف حقق الخلاص… وحينما أدرك هذا، اكتشف الرسول أنه أمام محيط واسع، وإذ حاول فحص أعماق هذه العناية ارتجف متحققا استحالة تفسير عللها، وارتعب قدام عناية الله اللانهائية غير المحدودة ولا موصوفة ولا مفحوصة ولا مدركة، فتراجع في مهابة متعجبا، وهو يقول: “يا لعمق غني الله وحكمته وعلمه”! (رومية 11: ۳۳) لقد أوضح بعد ذلك كيف تلامس مع أعماقها دون أن يفلح في استقصائها قائلا: “ما أبعد أحكامه عن الفحص. وطرقه عن الاستقصاء ؟
أنهى حديثه – وقد امتلأ عجبا ورعدة – بأنشودة شكر، قائلا: “لأن من عرف فكر الرب، أو من صار له مشيرا. أو من سبق فأعطاه فيكافأ ؟! لأن منه وبه وله كل الأشياء. له المجد إلى أبد الأيد. آمين” (رومية 11: 34-36). يريد القول إن الله ينبوع كل الخيرات ومصدرها، ليس في حاجة إلى شريك أو مشير. هو بدء كل الخيرات وأساسها وموجدها. هو الخالق، دعا غير الموجود موجودا. يدير ويرتب ويحفظ كل شيء حسب إرادته!… “منه وبه وله كل الأشياء” هذه كلمات إنسان يود أن يؤكد أن الله خالق كل الكائنات ومبدعها، مدبر حياتها وحافظها.
القمص تادرس يعقوب ملطي
يجيب القديس يوحنا الذهبي الفم: إنه طيش الفكر وفضوله، أن يشتهي الإنسان أن يفهم كل علل الأحداث التي تحل بنا، والرغبة في مقاومة عناية الله غير المدركة ولا موصوفة، تلك العناية التي تفوق كل فحص واستقصاء ! ومع هذا لا يخجل الإنسان من هذا الموقف الفضولي المملوء تهورا.
ترى من فاق القديس بولس الرسول في حكمته؟ أخبرني، ألم يكن إناء مختارا؟ ألم يأخذ نعمة الروح الفائقة غير المنطوق بها؟ ألم يتكلم المسيح فيه؟ ألم يكشف الله له عن أمور لا ينطق بها؟ ألم يسمع ما لا يحق لإنسان أن ينطق به؟ ألم يختطف إلى الفردوس ويرتفع إلى السماء الثالثة؟ ألم يجوب البحار والبر يجذب الوثنيين إلى المسيحية؟ ألم ينل من مواهب الروح المتنوعة؟… ومع هذا كله فإن هذا الرجل بعظمته وحكمته وقوته وامتلائه بالروح، إذ خصه الله بهذه الامتيازات، عندما يتطلع إلى عناية الله لا في كل جوانبها، بل في جانب واحد منها، يصير منسحقا، ويتراجع سريعا خاضعا لله غير المدرك… فإنه بحث عن عناية الله الخاصة باليهود واليونانيين، وشرح كيف دعا الله الأمم ورفض اليهود ثم أوضح كيف حقق الخلاص… وحينما أدرك هذا، اكتشف الرسول أنه أمام محيط واسع، وإذ حاول فحص أعماق هذه العناية ارتجف متحققا استحالة تفسير عللها، وارتعب قدام عناية الله اللانهائية غير المحدودة ولا موصوفة ولا مفحوصة ولا مدركة، فتراجع في مهابة متعجبا، وهو يقول: “يا لعمق غني الله وحكمته وعلمه”! (رومية 11: ۳۳) لقد أوضح بعد ذلك كيف تلامس مع أعماقها دون أن يفلح في استقصائها قائلا: “ما أبعد أحكامه عن الفحص. وطرقه عن الاستقصاء ؟
أنهى حديثه – وقد امتلأ عجبا ورعدة – بأنشودة شكر، قائلا: “لأن من عرف فكر الرب، أو من صار له مشيرا. أو من سبق فأعطاه فيكافأ ؟! لأن منه وبه وله كل الأشياء. له المجد إلى أبد الأيد. آمين” (رومية 11: 34-36). يريد القول إن الله ينبوع كل الخيرات ومصدرها، ليس في حاجة إلى شريك أو مشير. هو بدء كل الخيرات وأساسها وموجدها. هو الخالق، دعا غير الموجود موجودا. يدير ويرتب ويحفظ كل شيء حسب إرادته!… “منه وبه وله كل الأشياء” هذه كلمات إنسان يود أن يؤكد أن الله خالق كل الكائنات ومبدعها، مدبر حياتها وحافظها.