ليس ما يشغل الناموس في العهد القديم مثل العدالة والبر، فالعدالة في الناموس تمست معاملات الإنسان مع الله ومع الإنسان أخيه، بل ومع الحيوانات والطيور، حتى الجمادات. إنها قوانين تفصيلية قيمت للإنسان في بدء حياته الروحية لتكون ناموسا له، لا يحيد عنه يمينا ولا يسارا. بدونها ليس من قبول ذبائحه وصلواته وأصوامه وعطاياه وكل عبادته. حين نحاث الأنبياء عن الفساد الذي حل بالإنسان لمحاربته والتوبة عنه يبدأون بالحديث عن التحر م ا لمم والعنف مع الاهتمام بالمحتاجين والضعفاء والذين ليس لهم من يسأل عنهم. ثم يخلطون هذا ال حرر خلال التوبة بالعبادة الطاهرة النقية.
أما في العهد الجديد فلا نجد شرائع تفصيلية خاصة بالخط الاجتماعي، لكن الله يتعامل مع المؤمن كإنسان ناضج، يهبه الفكر الحي والحياة الداخلية النقية، لكي , مل الاجتماعي حسب احتياج كل عصر بروح إيماني عملي واقعي. من هنا نجد في كتابات الآباء الأولين منذ عصر الآباء الرسوليين تطورا في العمل الاجتماعي، لكن بفكر إيماني واضح غير متغير. فالفكر حي وثابت، لكنه يتكيف حسب احتياجات العصر.
يصعب علينا أن تحد الخط الاجتماعي للكنيسة الأولى كما لو كان في معزل عن الخط الروحي أو الثقافي أو غيره. إنما هو خط واحد متكامل، وخبرة حياة معاشة. لقد جاءت كتابات الكنيسة الأولى المبكرة تكشف عن هذه الوحدة في الحياة، فليس من فصل بين الحياة الروحية الشخصية الخفية والحياة الكنسية الجماعية الملتهبة بالروح. وليس من فصلي بين علاقة المسيحي مع الله وبين علاقته بإخوته بني البشر عامة والمؤمنين خاصة. وليس من عزل بين نموه الروحي واهتمامه بنموه الدراسي، ولا بين تقديس النفس وتقديس العقل، وأيضا الجسد والحواس والعواطف! لهذا عندما نحاول تسجيل الخط الاجتماعي عند آباء الكنيسة الأولى يليق بنا ألا نعزله عن بقية جوانب الحياة ككل!
القمص تادرس يعقوب ملطي
ليس ما يشغل الناموس في العهد القديم مثل العدالة والبر، فالعدالة في الناموس تمست معاملات الإنسان مع الله ومع الإنسان أخيه، بل ومع الحيوانات والطيور، حتى الجمادات. إنها قوانين تفصيلية قيمت للإنسان في بدء حياته الروحية لتكون ناموسا له، لا يحيد عنه يمينا ولا يسارا. بدونها ليس من قبول ذبائحه وصلواته وأصوامه وعطاياه وكل عبادته. حين نحاث الأنبياء عن الفساد الذي حل بالإنسان لمحاربته والتوبة عنه يبدأون بالحديث عن التحر م ا لمم والعنف مع الاهتمام بالمحتاجين والضعفاء والذين ليس لهم من يسأل عنهم. ثم يخلطون هذا ال حرر خلال التوبة بالعبادة الطاهرة النقية.
أما في العهد الجديد فلا نجد شرائع تفصيلية خاصة بالخط الاجتماعي، لكن الله يتعامل مع المؤمن كإنسان ناضج، يهبه الفكر الحي والحياة الداخلية النقية، لكي , مل الاجتماعي حسب احتياج كل عصر بروح إيماني عملي واقعي. من هنا نجد في كتابات الآباء الأولين منذ عصر الآباء الرسوليين تطورا في العمل الاجتماعي، لكن بفكر إيماني واضح غير متغير. فالفكر حي وثابت، لكنه يتكيف حسب احتياجات العصر.
يصعب علينا أن تحد الخط الاجتماعي للكنيسة الأولى كما لو كان في معزل عن الخط الروحي أو الثقافي أو غيره. إنما هو خط واحد متكامل، وخبرة حياة معاشة. لقد جاءت كتابات الكنيسة الأولى المبكرة تكشف عن هذه الوحدة في الحياة، فليس من فصل بين الحياة الروحية الشخصية الخفية والحياة الكنسية الجماعية الملتهبة بالروح. وليس من فصلي بين علاقة المسيحي مع الله وبين علاقته بإخوته بني البشر عامة والمؤمنين خاصة. وليس من عزل بين نموه الروحي واهتمامه بنموه الدراسي، ولا بين تقديس النفس وتقديس العقل، وأيضا الجسد والحواس والعواطف! لهذا عندما نحاول تسجيل الخط الاجتماعي عند آباء الكنيسة الأولى يليق بنا ألا نعزله عن بقية جوانب الحياة ككل!