ظهرت هذه الفكرة عند بعض الطوائف، وجعلت منها عقيدة أساسية، وبدأت تضع لها مواعيد محددة لمجيء المسيح ليملك ألف سنة على العالم. وهنا نجد اختلافا للفكرة في الكتابات الأولى عما ورد في كتابات بعض المحدثين.
أ. في الكتابات الأولى جاءت عرضا، وكان دافعها الرئيسي تأكيد أن اليهود غير المؤمنين بالرب يسوع قد انتزعت عنهم كل المواعيد، ويقول الشهيد يوستينوس: إن كثيرين من المسيحيين المعتبرين لا يأخذون بهذا التعليم ولا يقرونه.
ب. إن بعض الطوائف البروتستانتية نادت بهذه الفكرة على هذه الأسس.
أولا: يأتي السيد المسيح ليملك على قديسيها قبل أن يأتي إنسان الخطية” وتحل الضيقة العظمى ولا تلحق بهم، ثم يعود فيظهر مرة أخرى ليبيد ضد المسيح.
ثانيا: إن إسرائيل ستؤمن بالسيد المسح ولكنها تبقى جسدا متميزا عن الكنيسة، وإن أورشليم تتسع وتتزين وتصير مركزا للشعب اليهودي الذي يحكم العالم.
ثالثا: إعادة بناء الهيكل وتقديم ذبائح حيوانية… وإنني في هذا المجال لا أود الدخول في مناقشات لكنني أذكر ما ورد في كتابات بعض إخوتي البروتستانت يردون على هذه الأفكار :
أ. يرى ایردمان” أن هذه المبادئ التي تقوم عليها فكرة الملك الألفي المادي تتناقض مع بعضها البعض وتبتعد عن روح الكتاب المقدس.
ب. يري سمرز صاحب كتاب “مستحق هو الخروف” أنه لا يليق أن تبني أنظمة شاملة تخص الأمور الأخيرة واللاهوت وفلسفة التاريخ على ثلاث آيات (رؤ ۲۰: 4-6) بتفسير حرفي غير مستقر.
ج. H. Monod‘ يرفض التفسير الحرفي للملك الألفي معللا ذلك بالآتي (بتصرف): أولا: أن التفسير الروحي والرمزي يتفقان مع اتجاه الأنبياء عامة وخاصة في سفر الرؤيا. فنجد فيها الكنيسة منارة والخدام كواكب فلا نقبلها بحرفيتها.
ثانيا: لاحظ أيضا أن القديس يوحنا يتحدث فقط عن (نفوس) 41 تنتعش وتملك مع المسيح، أي لم يقل “نفوس وأجساد”.
ثالثا: أن التفسير الحرفي لا يتفق مع النصوص الأخرى الواردة في الكتاب المقدس التي تتحدث عن القيامة العامة. فلم يحدثنا قط عن قيامة تحدث مرتين أو في فترتين مختلفتين. إنما يظهر بوضوح من إش ۱۲: ۲، يو 5: ۲۸، ۱ تس 4: 16، 17) أن قيامة الأموات – بالنسبة للأبرار والأشرار – يتبعها فورا الدينونة والحياة الأبدية.
رابعا: يستحيل أن نفهم كيف تهب العودة إلى الأرض سعادة للأبرار الذين ماتوا في الإيمان وقد اجتمعوا في الراحة التي لشعب الله؟! إن خطأ اليهود متمثل في رغبتهم أن يملك المسيا ملگا زمنيا، ويختلف الألفيون عنهم في ذلك.
خامسا: لو أخذنا بالتفسير الحرفي، ماذا يكون حال الذي يولدون أثناء الحكم الألفي؟ حاليا بالموت (جسديا يخلص المؤمنون: إذ يموتون في سلام تاركين التجارب والبؤس ليرحلوا إلى الرب، لكن هذا لا يحدث للمولودين في الملك الألفي. أكمل حديثه قائلا: كيف يحمل الصليب مع الرب يسوع المولودون أثناء الملك الألفي، ما دام هو ملك زمني مادي فيه يزوجون ويتزوجون؟ وكيف يسيرون في الطريق الضيق؟
سادسا: هذا النص هو العبارة الوحيدة في الكتاب المقدس التي فيها يقال إن القيامة الأولى تكون قبل نهاية العالم، بينما عدد كثير من النبوات تتحدث عن القيامة دون أن تتحدث عن قيامة للأجساد بالصورة المادية الحرفية. أيهما أصح أن نفسر الكتاب كله وخاصة هذه النبوات على ضوء هذا النص الغامض، أم نشرح النص الغامض على ضوء نبوات الكتاب الكثيرة الواضحة؟
وأخيرا يختتم حديثه معاتبا الألفيين المادتين فيقول: “ليته يدرك ذلك العدد الضخم من النفوس في كنيسة أنفسهم أن هذا الملكوت المسيحي هو هكذا سلطان وهكذا لطيف وعذب ومجيد!” ويخرج H. Monod بهذه النتيجة: لأن المسيح يسوع يستمر في أن يملك بأن يجلس إنجيله على العرش الذي في داخل الإنسان الذي يقبل الإيمان المسيحي، عندئذ لا تكون الديانة المسيحية أداة للسياسة في يد الحكومات بل تكون تعبيرا مخلصا لطريقة الحياة.. 4. يرفض J. Gible فكرة الملك الألفي الزمني، مدحا فكرة قيامة الأجساد ليملكوا لگا جسديا منظورا. كما يقول إن نفوس الشهداء حية وهي تمارس نوعا من القيامة إذ يذوقون نوعا من الراحة وحالة من السلطان والحيوية. وهم يمارسون نوعا من الملكية مع الرب قدر الآلام والأتعاب التي احتملوها في فترة جهادهم من أجل الرب. وأن قديسي الرب يسوع يملكون معه بطريقة مجيدة غير مادية تفوق إدراكنا الحالي. وهو يسمي الألفيون بالماديين والمتشككين. كما يطالبنا أن يكون لنا رجاء محدد وليس رجاء ماديا في أمور باطلة. إنه أفضل للإنسان أن يطلب كل شيء للمسيح ليربح المسيح ويوجد فيه لينتفع بالملكوت السماوي… عالمين أن الصليب هو طريق الإكليل… لا أن نطلب أمور مادية.
وأخيرا يقول بأن عدم قبول الملك الألفي الزمني يبعث في المؤمنين تعزية، حينما يخلعون خيمتهم الأرضية. إنهم يعرفون أن نفوسهم لا تنام في حالة من الظلمة بلا إحساس، بينما تكون أجسادهم في التراب، بل يكون الموت بالنسبة لهم ربكا.
هذه بعض آراء لقليل من إخوتنا البروتستانت، إذ يهاجمون فكرة الملك الألفي الزمني بعنف.
القمص تادرس يعقوب ملطي
ظهرت هذه الفكرة عند بعض الطوائف، وجعلت منها عقيدة أساسية، وبدأت تضع لها مواعيد محددة لمجيء المسيح ليملك ألف سنة على العالم. وهنا نجد اختلافا للفكرة في الكتابات الأولى عما ورد في كتابات بعض المحدثين.
أ. في الكتابات الأولى جاءت عرضا، وكان دافعها الرئيسي تأكيد أن اليهود غير المؤمنين بالرب يسوع قد انتزعت عنهم كل المواعيد، ويقول الشهيد يوستينوس: إن كثيرين من المسيحيين المعتبرين لا يأخذون بهذا التعليم ولا يقرونه.
ب. إن بعض الطوائف البروتستانتية نادت بهذه الفكرة على هذه الأسس.
أولا: يأتي السيد المسيح ليملك على قديسيها قبل أن يأتي إنسان الخطية” وتحل الضيقة العظمى ولا تلحق بهم، ثم يعود فيظهر مرة أخرى ليبيد ضد المسيح.
ثانيا: إن إسرائيل ستؤمن بالسيد المسح ولكنها تبقى جسدا متميزا عن الكنيسة، وإن أورشليم تتسع وتتزين وتصير مركزا للشعب اليهودي الذي يحكم العالم.
ثالثا: إعادة بناء الهيكل وتقديم ذبائح حيوانية… وإنني في هذا المجال لا أود الدخول في مناقشات لكنني أذكر ما ورد في كتابات بعض إخوتي البروتستانت يردون على هذه الأفكار :
أ. يرى ایردمان” أن هذه المبادئ التي تقوم عليها فكرة الملك الألفي المادي تتناقض مع بعضها البعض وتبتعد عن روح الكتاب المقدس.
ب. يري سمرز صاحب كتاب “مستحق هو الخروف” أنه لا يليق أن تبني أنظمة شاملة تخص الأمور الأخيرة واللاهوت وفلسفة التاريخ على ثلاث آيات (رؤ ۲۰: 4-6) بتفسير حرفي غير مستقر.
ج. H. Monod‘ يرفض التفسير الحرفي للملك الألفي معللا ذلك بالآتي (بتصرف): أولا: أن التفسير الروحي والرمزي يتفقان مع اتجاه الأنبياء عامة وخاصة في سفر الرؤيا. فنجد فيها الكنيسة منارة والخدام كواكب فلا نقبلها بحرفيتها.
ثانيا: لاحظ أيضا أن القديس يوحنا يتحدث فقط عن (نفوس) 41 تنتعش وتملك مع المسيح، أي لم يقل “نفوس وأجساد”.
ثالثا: أن التفسير الحرفي لا يتفق مع النصوص الأخرى الواردة في الكتاب المقدس التي تتحدث عن القيامة العامة. فلم يحدثنا قط عن قيامة تحدث مرتين أو في فترتين مختلفتين. إنما يظهر بوضوح من إش ۱۲: ۲، يو 5: ۲۸، ۱ تس 4: 16، 17) أن قيامة الأموات – بالنسبة للأبرار والأشرار – يتبعها فورا الدينونة والحياة الأبدية.
رابعا: يستحيل أن نفهم كيف تهب العودة إلى الأرض سعادة للأبرار الذين ماتوا في الإيمان وقد اجتمعوا في الراحة التي لشعب الله؟! إن خطأ اليهود متمثل في رغبتهم أن يملك المسيا ملگا زمنيا، ويختلف الألفيون عنهم في ذلك.
خامسا: لو أخذنا بالتفسير الحرفي، ماذا يكون حال الذي يولدون أثناء الحكم الألفي؟ حاليا بالموت (جسديا يخلص المؤمنون: إذ يموتون في سلام تاركين التجارب والبؤس ليرحلوا إلى الرب، لكن هذا لا يحدث للمولودين في الملك الألفي. أكمل حديثه قائلا: كيف يحمل الصليب مع الرب يسوع المولودون أثناء الملك الألفي، ما دام هو ملك زمني مادي فيه يزوجون ويتزوجون؟ وكيف يسيرون في الطريق الضيق؟
سادسا: هذا النص هو العبارة الوحيدة في الكتاب المقدس التي فيها يقال إن القيامة الأولى تكون قبل نهاية العالم، بينما عدد كثير من النبوات تتحدث عن القيامة دون أن تتحدث عن قيامة للأجساد بالصورة المادية الحرفية. أيهما أصح أن نفسر الكتاب كله وخاصة هذه النبوات على ضوء هذا النص الغامض، أم نشرح النص الغامض على ضوء نبوات الكتاب الكثيرة الواضحة؟
وأخيرا يختتم حديثه معاتبا الألفيين المادتين فيقول: “ليته يدرك ذلك العدد الضخم من النفوس في كنيسة أنفسهم أن هذا الملكوت المسيحي هو هكذا سلطان وهكذا لطيف وعذب ومجيد!” ويخرج H. Monod بهذه النتيجة: لأن المسيح يسوع يستمر في أن يملك بأن يجلس إنجيله على العرش الذي في داخل الإنسان الذي يقبل الإيمان المسيحي، عندئذ لا تكون الديانة المسيحية أداة للسياسة في يد الحكومات بل تكون تعبيرا مخلصا لطريقة الحياة.. 4. يرفض J. Gible فكرة الملك الألفي الزمني، مدحا فكرة قيامة الأجساد ليملكوا لگا جسديا منظورا. كما يقول إن نفوس الشهداء حية وهي تمارس نوعا من القيامة إذ يذوقون نوعا من الراحة وحالة من السلطان والحيوية. وهم يمارسون نوعا من الملكية مع الرب قدر الآلام والأتعاب التي احتملوها في فترة جهادهم من أجل الرب. وأن قديسي الرب يسوع يملكون معه بطريقة مجيدة غير مادية تفوق إدراكنا الحالي. وهو يسمي الألفيون بالماديين والمتشككين. كما يطالبنا أن يكون لنا رجاء محدد وليس رجاء ماديا في أمور باطلة. إنه أفضل للإنسان أن يطلب كل شيء للمسيح ليربح المسيح ويوجد فيه لينتفع بالملكوت السماوي… عالمين أن الصليب هو طريق الإكليل… لا أن نطلب أمور مادية.
وأخيرا يقول بأن عدم قبول الملك الألفي الزمني يبعث في المؤمنين تعزية، حينما يخلعون خيمتهم الأرضية. إنهم يعرفون أن نفوسهم لا تنام في حالة من الظلمة بلا إحساس، بينما تكون أجسادهم في التراب، بل يكون الموت بالنسبة لهم ربكا.
هذه بعض آراء لقليل من إخوتنا البروتستانت، إذ يهاجمون فكرة الملك الألفي الزمني بعنف.