ما هي مادة التقليد المسيحي؟ أو ما هي الوديعة التي تقبلتها الكنيسة وحافظت عليها عبر الأجيال؟ في الحقيقة لم يودع الرب “كتابا” لدى تلاميذه ورسله، بل بالحري أعد رجالا يتبعونه ويقبلونه ساكتا في قلوبهم. لقد أنصتوا إليه وهو يعلم، وتبعوه أينما حل، رأوه يصلي، ويهب راحة للشعب، ويعامل الخطاة بلطف، ويشفي المرضى ويقيم الموتى، رأوه يقيم العشاء الأخير ويهبهم السلام بعد قيامته. وأخيرا أرسل إليهم روحه القدوس لا لينيرهم بكلماته وليسندهم ليكونوا سالكين على إثر خطواته فحسب، بل بالحري لكي ينعموا بالاتحاد معه ويشاركوه حياته الإلهية. هذا هو جوهر تقليدنا: إنه الاتحاد مع السيد المسيح بعمل الروح القدس”. فإن الله الأب قدم ابنه لنا، وقدم الأبن حياته لنا (غل۲0 : ۲ ؛ أف 2:5 )
هذا هو التقليد: “الإيمان المسلم مرة للقديسين” (يه 3)، أو “الإنجيل” مكتوبا في حياتنا، ومنقوشا في قلوبنا. أنه بالأمر الحي، تسلمناه بواسطة الرسل الذين سلموه لتلاميذهم بعمل الروح القدس، الشاهد للسيد المسيح في حياة الكنيسة، وموحدها مع مخلصها.
بمعني آخر، إن عملية النقل أو التسليم لم تتم بواسطة كتابات الرسل فحسب، بل بالحري قد تحققت بواسطة الروح القدس، الذي قاد مشاعرهم وعبادتهم وسلوكهم وكرازتهم. لقد وهبهم الحياة الجديدة التي هي الحياة في المسيح” في حياة الكنيسة خلال الأجيال المتعاقبة، إذ هو على الدوام يعيش في الكنيسة ويعمل فيها أمس واليوم وغدا، يوحي لها بحياتها، ويجعل منها استمرارا للحياة والإيمان والحب، وليس تكرارا آليا للماضي. فالتقليد هو تيار الحياة الواحدة للكنيسة، يحمل الماضي بكل صوره حاضرا حيا، ويمتد بالحاضر نحو الغد بغیر انحراف. هذا هو جوهر التقليد الذي ترز عليه عند دراستنا لمحتوياته، التي هي:
رسالة الإيمان بالثالوث القدوس وعمل الله الخلاصي، والتعليم بها.
۲. أعمال السيد المسيح وأقواله.
أسفار العهدين القديم والجديد، وحفظ خبرة آباء الكنيسة وفهمهم لكلمة الله الخ.
المنهج الروحي والسلوكي في المسيح يسوع.
منهج العبادة: مفهومه ونظامه.
القوانين الكنسية وترتيب العبادة من صلوات وأصوام ومطانيات وأعيا الخ. ثمارس بروحانية لأجل بنيان الجماعة ونمو حياة كل مؤمن في علاقته الشخصية مع الثالوث القدوس.
القمص تادرس يعقوب ملطي
ما هي مادة التقليد المسيحي؟ أو ما هي الوديعة التي تقبلتها الكنيسة وحافظت عليها عبر الأجيال؟ في الحقيقة لم يودع الرب “كتابا” لدى تلاميذه ورسله، بل بالحري أعد رجالا يتبعونه ويقبلونه ساكتا في قلوبهم. لقد أنصتوا إليه وهو يعلم، وتبعوه أينما حل، رأوه يصلي، ويهب راحة للشعب، ويعامل الخطاة بلطف، ويشفي المرضى ويقيم الموتى، رأوه يقيم العشاء الأخير ويهبهم السلام بعد قيامته. وأخيرا أرسل إليهم روحه القدوس لا لينيرهم بكلماته وليسندهم ليكونوا سالكين على إثر خطواته فحسب، بل بالحري لكي ينعموا بالاتحاد معه ويشاركوه حياته الإلهية. هذا هو جوهر تقليدنا: إنه الاتحاد مع السيد المسيح بعمل الروح القدس”. فإن الله الأب قدم ابنه لنا، وقدم الأبن حياته لنا (غل۲0 : ۲ ؛ أف 2:5 )
هذا هو التقليد: “الإيمان المسلم مرة للقديسين” (يه 3)، أو “الإنجيل” مكتوبا في حياتنا، ومنقوشا في قلوبنا. أنه بالأمر الحي، تسلمناه بواسطة الرسل الذين سلموه لتلاميذهم بعمل الروح القدس، الشاهد للسيد المسيح في حياة الكنيسة، وموحدها مع مخلصها.
بمعني آخر، إن عملية النقل أو التسليم لم تتم بواسطة كتابات الرسل فحسب، بل بالحري قد تحققت بواسطة الروح القدس، الذي قاد مشاعرهم وعبادتهم وسلوكهم وكرازتهم. لقد وهبهم الحياة الجديدة التي هي الحياة في المسيح” في حياة الكنيسة خلال الأجيال المتعاقبة، إذ هو على الدوام يعيش في الكنيسة ويعمل فيها أمس واليوم وغدا، يوحي لها بحياتها، ويجعل منها استمرارا للحياة والإيمان والحب، وليس تكرارا آليا للماضي. فالتقليد هو تيار الحياة الواحدة للكنيسة، يحمل الماضي بكل صوره حاضرا حيا، ويمتد بالحاضر نحو الغد بغیر انحراف. هذا هو جوهر التقليد الذي ترز عليه عند دراستنا لمحتوياته، التي هي:
۲. أعمال السيد المسيح وأقواله.