كان الله بسابق معرفته يعلم بكل ما يتمتع به الإنسان الأول، وحسد إبليس له (حك ۲: ۲۶)، وما سيحل به. كما كان يعلم قصة خلاص الإنسان واسترداد ما فقده.
أولا: في المرحلة من سقوط آدم حتى استلام موسى الناموس، تحدث الله مع آدم عن عمل الصليب بقوله للحية: “على بطنك تسعين، وترابا تأكلين كل أيام حياتك. وأضع عداوة بينك بين المرأة، وبين نسلك ونسلها. هو يسحق رأسي، وأن تسحقين عقبه” (تك 3: 14-15).
أدرك أناس الله أن هذا الوعد الإلهي يشير إلى مجيء المخلص من نسل المرأة (وليس من زرع رجل)، وأنه سيسحق رأس إبليس ويحطم سلطانه على البشر. لهذا كان أناس الله يترقبون مجيء المخلص.
من جانب آخر كان كثير من رجال الله في العهد القديم رموزا للمخلص مع وعود من الله، مثال ذلك: دم هابيل المذبوح بيد أخيه الذي كان يصرخ في السماء ؛ ونقل أخنوخ البار من الأرض إلى السماء، كان يشير إلى المخلص الذي يظهر على الأرض ليصعد إلى السماء ويهب المؤمنين حق الصعود إلى السماء. ونوح البار الذي خلص هو وامرأته وبنيه الثلاثة ونساؤهم وتمتعوا بالعالم الجديد بعد الطوفان، صار فلكهم رمزا لكنيسة العهد الجديد.
وإبراهيم الذي قدم ابنه الحبيب ذبيحة، كان رمزا للأب الذي أحب العالم وبذل ابنه الحبيب الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية (يو 3: 16). واسحق الذي حمل حطب الذبيحة رمزا للمسيح حامل الصليب، ويعقوب الذي رأى السماء مفتوحة فرأى كنيسة العهد الجديد، وترنم، قائلا: “ما هذا إلا بيت الله، وهذا باب السماء” (تك ۱۷ : ۲۸ ). ثانيا: عصر الناموس الموسوي والأنبياء، فجاءت الشريعة تشرح في شيء من التفصيل الذبائح التي حسب الناموس وطقوسها كرمز لذبيحة المسيح.
كما جاء الأنبياء يسجلون نبوات تخص شخص المخلص وميلاده وصلبه وموته ودفنه وقيامته وصعوده. وقد سبق لنا الحديث عن هذه النبوات في الجزء الثاني من هذه المجموعة.
ثالثا: الفترة من تجسد الكلمة الإلهي إلى صعوده، حيث كشف عن حبة الإلهي، فاشبع الجياع وشفي المرضى وعى الحزانى، وكشف لهم عن رعايته للبشرية حتى بعد صعوده. إذ أرسل لهم الروح القدس المعزي.
لقد أعلن لهم عن محبة الأب للبشرية، واهتمام الروح القدس للإعلان عن الحق الإلهي وقيادته الكنيسة حتى يعبر بها من هذا العالم والتمتع بالسماويات.
رابعا: المرحلة ما بين صعود السيد المسيح إلى يوم مجيئه، حيث يمارس عمله كرئيس الكهنة السماوي. وقد كشف الرسول بولس عن هذه الفترة في رسالته إلى العبرانيين (عب 6: ۲۰). لقد قارن بين رؤساء الكهنة الذين كانوا في حاجة إلى التكفير عنهم ورئيس الكهنة السماوي الفريد.
القمص تادرس يعقوب ملطي
كان الله بسابق معرفته يعلم بكل ما يتمتع به الإنسان الأول، وحسد إبليس له (حك ۲: ۲۶)، وما سيحل به. كما كان يعلم قصة خلاص الإنسان واسترداد ما فقده.
أولا: في المرحلة من سقوط آدم حتى استلام موسى الناموس، تحدث الله مع آدم عن عمل الصليب بقوله للحية: “على بطنك تسعين، وترابا تأكلين كل أيام حياتك. وأضع عداوة بينك بين المرأة، وبين نسلك ونسلها. هو يسحق رأسي، وأن تسحقين عقبه” (تك 3: 14-15).
أدرك أناس الله أن هذا الوعد الإلهي يشير إلى مجيء المخلص من نسل المرأة (وليس من زرع رجل)، وأنه سيسحق رأس إبليس ويحطم سلطانه على البشر. لهذا كان أناس الله يترقبون مجيء المخلص.
من جانب آخر كان كثير من رجال الله في العهد القديم رموزا للمخلص مع وعود من الله، مثال ذلك: دم هابيل المذبوح بيد أخيه الذي كان يصرخ في السماء ؛ ونقل أخنوخ البار من الأرض إلى السماء، كان يشير إلى المخلص الذي يظهر على الأرض ليصعد إلى السماء ويهب المؤمنين حق الصعود إلى السماء. ونوح البار الذي خلص هو وامرأته وبنيه الثلاثة ونساؤهم وتمتعوا بالعالم الجديد بعد الطوفان، صار فلكهم رمزا لكنيسة العهد الجديد.
وإبراهيم الذي قدم ابنه الحبيب ذبيحة، كان رمزا للأب الذي أحب العالم وبذل ابنه الحبيب الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية (يو 3: 16). واسحق الذي حمل حطب الذبيحة رمزا للمسيح حامل الصليب، ويعقوب الذي رأى السماء مفتوحة فرأى كنيسة العهد الجديد، وترنم، قائلا: “ما هذا إلا بيت الله، وهذا باب السماء” (تك ۱۷ : ۲۸ ). ثانيا: عصر الناموس الموسوي والأنبياء، فجاءت الشريعة تشرح في شيء من التفصيل الذبائح التي حسب الناموس وطقوسها كرمز لذبيحة المسيح.
كما جاء الأنبياء يسجلون نبوات تخص شخص المخلص وميلاده وصلبه وموته ودفنه وقيامته وصعوده. وقد سبق لنا الحديث عن هذه النبوات في الجزء الثاني من هذه المجموعة.
ثالثا: الفترة من تجسد الكلمة الإلهي إلى صعوده، حيث كشف عن حبة الإلهي، فاشبع الجياع وشفي المرضى وعى الحزانى، وكشف لهم عن رعايته للبشرية حتى بعد صعوده. إذ أرسل لهم الروح القدس المعزي.
لقد أعلن لهم عن محبة الأب للبشرية، واهتمام الروح القدس للإعلان عن الحق الإلهي وقيادته الكنيسة حتى يعبر بها من هذا العالم والتمتع بالسماويات.
رابعا: المرحلة ما بين صعود السيد المسيح إلى يوم مجيئه، حيث يمارس عمله كرئيس الكهنة السماوي. وقد كشف الرسول بولس عن هذه الفترة في رسالته إلى العبرانيين (عب 6: ۲۰). لقد قارن بين رؤساء الكهنة الذين كانوا في حاجة إلى التكفير عنهم ورئيس الكهنة السماوي الفريد.