النص يوضح الانسجام والترابط الداخلي بين النصوص وتأثيراته الداخلية من ناحية تأثير كُلي ومن ناحية أُخري تأثير جزئي فالنص في سفر التكوين يقول الآتي:
٣ وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ»، فَكَانَ نُورٌ. ٤ وَرَأَى اللهُ النُّورَ أَنَّهُ حَسَنٌ. وَفَصَلَ اللهُ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ. ٥ وَدَعَا اللهُ النُّورَ نَهَارًا، وَالظُّلْمَةُ دَعَاهَا لَيْلاً. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا وَاحِدًا.
٦ وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ جَلَدٌ فِي وَسَطِ الْمِيَاهِ. وَلْيَكُنْ فَاصِلاً بَيْنَ مِيَاهٍ وَمِيَاهٍ». ٧ فَعَمِلَ اللهُ الْجَلَدَ، وَفَصَلَ بَيْنَ الْمِيَاهِ الَّتِي تَحْتَ الْجَلَدِ وَالْمِيَاهِ الَّتِي فَوْقَ الْجَلَدِ. وَكَانَ كَذلِكَ. ٨ وَدَعَا اللهُ الْجَلَدَ سَمَاءً. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا ثَانِيًا.
٩ وَقَالَ اللهُ: «لِتَجْتَمِعِ الْمِيَاهُ تَحْتَ السَّمَاءِ إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ، وَلْتَظْهَرِ الْيَابِسَةُ». وَكَانَ كَذلِكَ. ١٠ وَدَعَا اللهُ الْيَابِسَةَ أَرْضًا، وَمُجْتَمَعَ الْمِيَاهِ دَعَاهُ بِحَارًا. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ. ١١ وَقَالَ اللهُ: «لِتُنْبِتِ الأَرْضُ عُشْبًا وَبَقْلاً يُبْزِرُ بِزْرًا، وَشَجَرًا ذَا ثَمَرٍ يَعْمَلُ ثَمَرًا كَجِنْسِهِ، بِزْرُهُ فِيهِ عَلَى الأَرْضِ». وَكَانَ كَذلِكَ. ١٢ فَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ عُشْبًا وَبَقْلاً يُبْزِرُ بِزْرًا كَجِنْسِهِ، وَشَجَرًا يَعْمَلُ ثَمَرًا بِزْرُهُ فِيهِ كَجِنْسِهِ. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ. ١٣ وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا ثَالِثًا. ١٤ وَقَالَ اللهُ: «لِتَكُنْ أَنْوَارٌ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتَفْصِلَ بَيْنَ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ، وَتَكُونَ لآيَاتٍ وَأَوْقَاتٍ وَأَيَّامٍ وَسِنِينٍ. ١٥ وَتَكُونَ أَنْوَارًا فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتُنِيرَ عَلَى الأَرْضِ». وَكَانَ كَذلِكَ. ١٦ فَعَمِلَ اللهُ النُّورَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ: النُّورَ الأَكْبَرَ لِحُكْمِ النَّهَارِ، وَالنُّورَ الأَصْغَرَ لِحُكْمِ اللَّيْلِ، وَالنُّجُومَ. ١٧ وَجَعَلَهَا اللهُ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتُنِيرَ عَلَى الأَرْضِ، ١٨ وَلِتَحْكُمَ عَلَى النَّهَارِ وَاللَّيْلِ، وَلِتَفْصِلَ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ. ١٩ وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا رَابِعًا.
٢٠ وَقَالَ اللهُ: «لِتَفِضِ الْمِيَاهُ زَحَّافَاتٍ ذَاتَ نَفْسٍ حَيَّةٍ، وَلْيَطِرْ طَيْرٌ فَوْقَ الأَرْضِ عَلَى وَجْهِ جَلَدِ السَّمَاءِ». ٢١ فَخَلَقَ اللهُ التَّنَانِينَ الْعِظَامَ، وَكُلَّ ذَوَاتِ الأَنْفُسِ الْحيَّةِ الدَّبَّابَةِ الْتِى فَاضَتْ بِهَا الْمِيَاهُ كَأَجْنَاسِهَا، وَكُلَّ طَائِرٍ ذِي جَنَاحٍ كَجِنْسِهِ. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ. ٢٢ وَبَارَكَهَا اللهُ قَائِلاً: «أَثْمِرِي وَاكْثُرِي وَامْلإِي الْمِيَاهَ فِي الْبِحَارِ. وَلْيَكْثُرِ الطَّيْرُ عَلَى الأَرْضِ». ٢٣ وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا خَامِسًا.
٢٤ وَقَالَ اللهُ: «لِتُخْرِجِ الأَرْضُ ذَوَاتِ أَنْفُسٍ حَيَّةٍ كَجِنْسِهَا: بَهَائِمَ، وَدَبَّابَاتٍ، وَوُحُوشَ أَرْضٍ كَأَجْنَاسِهَا». وَكَانَ كَذلِكَ. ٢٥ فَعَمِلَ اللهُ وُحُوشَ الأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا، وَالْبَهَائِمَ كَأَجْنَاسِهَا، وَجَمِيعَ دَبَّابَاتِ الأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ. ٢٦ وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ». ٢٧ فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ. ٢٨ وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ». ٢٩ وَقَالَ اللهُ: «إِنِّي قَدْ أَعْطَيْتُكُمْ كُلَّ بَقْل يُبْزِرُ بِزْرًا عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ، وَكُلَّ شَجَرٍ فِيهِ ثَمَرُ شَجَرٍ يُبْزِرُ بِزْرًا لَكُمْ يَكُونُ طَعَامًا. ٣٠ وَلِكُلِّ حَيَوَانِ الأَرْضِ وَكُلِّ طَيْرِ السَّمَاءِ وَكُلِّ دَبَّابَةٍ عَلَى الأَرْضِ فِيهَا نَفْسٌ حَيَّةٌ، أَعْطَيْتُ كُلَّ عُشْبٍ أَخْضَرَ طَعَامًا». وَكَانَ كَذلِكَ. ٣١ وَرَأَى اللهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدًّا. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا سَادِسًا.
١ فَأُكْمِلَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَكُلُّ جُنْدِهَا. ٢ وَفَرَغَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. فَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. ٣ وَبَارَكَ اللهُ الْيَوْمَ السَّابعَ وَقَدَّسَهُ، لأَنَّهُ فِيهِ اسْتَرَاحَ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ اللهُ خَالِقًا. (التكوين 1: 3 – 2: 3)
* ما سوف نقوله هو فقط نماذج وإلاّ لنقلنا الكتاب كُله *
من تأثيره علي كتاب التكوين نجدها:
أ/ في تك 2: 4 حيث يقول أختصاراً لأسبوع الخلق الإلهي :”هذِهِ مَبَادِئُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ حِينَ خُلِقَتْ، يَوْمَ عَمِلَ الرَّبُّ الإِلهُ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ. (التكوين ٢: ٤)“ ومن بعدها يحكي عن المتشابه بين الاصحاحان تك 1 و تك 2 ومنها يتواصل ويكتمل الكلام إلي أن يصل الكلام من آدم (تك 2 / 3 / 4) إلي التدبير في عمل الفداء وإلي أن يصل إلى ما يقوله سفر الرؤيا عن نتيجة هذا الفداء ومكانة الفادي السماوية
ب١/ من تك 5 :1-2 ”هذَا كِتَابُ مَوَالِيدِ آدَمَ، يَوْمَ خَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ. عَلَى شَبَهِ اللهِ عَمِلَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُ، وَبَارَكَهُ وَدَعَا اسْمَهُ آدَمَ يَوْمَ خُلِقَ.“ (التكوين ٥: ١، ٢) فنجد في هذا النص وحدة بين تك 1: 26-27 القائل: ”وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا [….] فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ. (التكوين ١: ٢٦، ٢٧) وهذا مع تك 2: 7 القائل: عن أدم :”وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ، وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّةً.“ (التكوين ٢: ٧)مع تك 2: 21-22 القائل عن حواء ”فَأَوْقَعَ الرَّبُّ الإِلهُ سُبَاتًا عَلَى آدَمَ فَنَامَ، فَأَخَذَ وَاحِدَةً مِنْ أَضْلاَعِهِ وَمَلأَ مَكَانَهَا لَحْمًا. وَبَنَى الرَّبُّ الإِلهُ الضِّلْعَ الَّتِي أَخَذَهَا مِنْ آدَمَ امْرَأَةً وَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ.“ (التكوين ٢: ٢١، ٢٢) ونجد هذا من إصحاح 6: ” فَحَزِنَ الرَّبُّ أَنَّهُ عَمِلَ الإِنْسَانَ فِي الأَرْضِ، وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ. فَقَالَ الرَّبُّ: «أَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ، الإِنْسَانَ مَعَ بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَطُيُورِ السَّمَاءِ، لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي عَمِلْتُهُمْ».“ (التكوين ٦: ٦، ٧)
ب٢/ وتكملةً من نفس الكلام من تك 1: 27 حيث قال: ”وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ»“ (التكوين ١: ٢٨) نجد نتائج وتأثير هذا عندما قال الله عن المرأة بأنها سوف تكون زوجة أدم في تك 2: 18 ”وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: «لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ، فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ». (التكوين ٢: ١٨) فخلق الله من أدم ”امْرَأَةً وَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ.“ تك 2: 22 ومن هذا النموذج الذي فعلهُ الله ”يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. (التكوين ٢: ٢٤) و من نتائج هذا القول ليس علي أدم وحواء فقط بل و علي أولادهم ونسلهم في التكوين ٤: ١، ٢ ”وَعَرَفَ آدَمُ حَوَّاءَ امْرَأَتَهُ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ قَايِينَ. […] ثُمَّ عَادَتْ فَوَلَدَتْ أَخَاهُ هَابِيلَ“ و علي نفس التواصل قيل: ”وَعَرَفَ قَايِينُ امْرَأَتَهُ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ حَنُوكَ.“ (التكوين ٤: ١٧) وعندما مات هابيل البار نجد عوض الله بشيث عن هابيل فقال: ”وَعَرَفَ آدَمُ امْرَأَتَهُ أَيْضًا، فَوَلَدَتِ ابْنًا وَدَعَتِ اسْمَهُ شِيثًا، […] وَلِشِيثَ أَيْضًا وُلِدَ ابْنٌ فَدَعَا اسْمَهُ أَنُوشَ“ (التكوين ٤: ٢٥، ٢٦) وعلي هذا كان ناتج عن الزواج في إصحاح 5 عن كل رجل تزوج بأنه: ”وَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ “ تكرر هذا المصطلح 9 مرات: ” وَكَانَتْ أَيَّامُ آدَمَ بَعْدَ مَا وَلَدَ شِيثًا ثَمَانِيَ مِئَةِ سَنَةٍ، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. وَعَاشَ شِيثُ بَعْدَ مَا وَلَدَ أَنُوشَ ثَمَانِيَ مِئَةٍ وَسَبْعَ سِنِينَ، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. وَعَاشَ أَنُوشُ بَعْدَ مَا وَلَدَ قِينَانَ ثَمَانِيَ مِئَةٍ وَخَمْسَ عَشَرَةَ سَنَةً، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. وَعَاشَ قِينَانُ بَعْدَ مَا وَلَدَ مَهْلَلْئِيلَ ثَمَانِيَ مِئَةٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. وَعَاشَ مَهْلَلْئِيلُ بَعْدَ مَا وَلَدَ يَارَدَ ثَمَانِيَ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ . وَعَاشَ يَارَدُ بَعْدَ مَا وَلَدَ أَخْنُوخَ ثَمَانِيَ مِئَةِ سَنَةٍ، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللهِ بَعْدَ مَا وَلَدَ مَتُوشَالَحَ ثَلاَثَ مِئَةِ سَنَةٍ، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. وَعَاشَ مَتُوشَالَحُ بَعْدَ مَا وَلَدَ لاَمَكَ سَبْعَ مِئَةٍ وَاثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سَنَةً، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. وَعَاشَ لاَمَكُ بَعْدَ مَا وَلَدَ نُوحًا خَمْسَ مِئَةٍ وَخَمْسًا وَتِسْعِينَ سَنَةً، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ.“ (التكوين ٥: ٤، ٧، ١٠، ١٣، ١٦، ١٩، ٢٢، ٢٦، ٣٠) وأيضاً تأكيد في إصحاح 6 ”ابْتَدَأَ النَّاسُ يَكْثُرُونَ عَلَى الأَرْضِ، وَوُلِدَ لَهُمْ بَنَاتٌ“ (التكوين ٦: ١) وهذا نجده علي التوالي من إصحاح 4 / 5 / 6 /
ب٣/ وحدة في الكلام عن الإنسان بين تك 1 وتك 2 وبين تك 6 و 7 و 8 التي تتكلم عن الطوفان بأن كل الفترة هذه تتكلم عن إنسان خُلق وتزوج وتوالد وقابل للموت وأيضاً في عملية الخلق مثل ”فَهَا أَنَا آتٍ بِطُوفَانِ الْمَاءِ عَلَى الأَرْضِ لأُهْلِكَ كُلَّ جَسَدٍ فِيهِ رُوحُ حَيَاةٍ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ. كُلُّ مَا فِي الأَرْضِ يَمُوتُ.“ (التكوين ٦: ١٧) مع نص ”وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ، وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّةً.“ (التكوين ٢: ٧)
و كل هذا لنُدلل للعصر الحالي بأن الله الخالق:
1) بأن البشر ذكر وأنثي خلقهم وليس ذكور فقط ولا إناث فقط بل خلق أدم لحواء وحواء لأدم
2) لم يوجد منذ البدء فترة ولو واحدةً فقط بأنه كان بشر قبل أدم كما يقول بعض المسيحيين المُتأثرين بكلام التخلف الإسلام الذي نقل في بداية تكوينه هو الأخر عن أساطير اليهود وظلال بعض المسيحيين وتشابهه مع باقي أيام العرب قبل الإسلام مثل الحج والطواف حول الكعبة
3) بأن الكلام الإلهي ليس منقول عن مصادر ولا منقول عن حضارات كما يقول النقاد بل نجد وحدة واتساق داخلي بين النصوص وبعضها
4) وأنه من فترة الخلق إلي نوح ليس هنا تعدد في مفهوم الإلوهية بل إله واحد وهو عكس ما يُقال بأن الإنسان تنقل من الوثنية إلي الوحدانية فهذه قراءتنا إلي الكتاب عكس مَنْ يقول من النقاد الجهلاء فقال: «كما أن الشعوب القديمة كانت تجعل نفسها فوق الآخرين. وكلها اتخذت إلهها الخاص بها. ومنها من انتقل من خصوصية الإله إلى تعميمه. أي الانتقال من الوثنية إلى التوحيد. فالوثنية هي الخصوصية، أما التوحيد فهو تعميم الإله. ويهوه كان خاصا باليهود. وهذا يعني الوثنية. ولكن صورة يهوه عند بعضهم كأشعيا اتجهت شكليا نحو التعميم: ( أشعيا 7/56): ” لأن بيت الصلاة يدعى لكل الشعوب”. و(صفنيا 9/3): ” لأني حينئذ أحول الشعوب إلى شفة نقية ليدعو كلهم باسم الرب ليعبدوه بكتف واحدة “. ولكن ذلك لا يعني انقلابا، لأنه بقي الإله الخاص بشعبه المميز والمختار حتى النهاية، كجوهر ليهوه. فالشعوب – إذا – عرفت قضية التفضيل والتمايز، كما عرفت الوثنية، والتوحيد التام.» ص 3-4
5) كثرة التفاصيل في الأنساب وذكرها بالتفصيل هذا لسببين جوهريين :
- السبب الأول: نسل المرأة المُنتظر منذ أن عَقَبَ الله الشيطان بأن نسل المراة سوف يسحقهُ تك 4 وهو ما نراه يتحقق من خلال مُناداة السيد المسيح لأُمه في إنجيل يوحنا « يا امرأة » فهو نسل المرأة لأن هذا الكلمة نفهم منها بأن امرأة سوف تلد كيان بشري من دون رجل وبالتالي هذا يدل علي أن هذه المرأة ستكون أعجوبة علي مر الزمان بالتالي لكي يتم توضيح هذه الأعجوبة يتم بالتدريج توضيح بأن فترات التزاوج البشر لم يولد ولا واحد مثل ولادة يسوع المسيح وهذا ما نراه من تكرار وتوضيح كثير من خلال سفر التكوين
- السبب الثاني: ذُكر عن الله بأنه خَلَقَ منذ البدء البشرية بذكوريتها وأنوثتها علي مستوي واحد ولأن الله لا يخضع للزمن فأنه يري المستقبل كأنه حاضر أمامهُ فأنه عندما ”حَدَثَ لَمَّا ابْتَدَأَ النَّاسُ يَكْثُرُونَ عَلَى الأَرْضِ“ ” وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأَرْضِ، وَأَنَّ كُلَّ تَصَوُّرِ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ. فَحَزِنَ الرَّبُّ أَنَّهُ عَمِلَ الإِنْسَانَ فِي الأَرْضِ، وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ. فَقَالَ الرَّبُّ: «أَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ، الإِنْسَانَ مَعَ بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَطُيُورِ السَّمَاءِ، لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي عَمِلْتُهُمْ».“ تك 6: 1و 7 تم تأسيس مبدأ إلهي منذ تواجد البشر وظهر هذا مع بداية السقوط و شر البشر الفاسد فيتم التأكيد علي تكريم الله للذي يكرمه ويطيعه فيقول الكتاب عن هذا فمثلاً: عن بيت عالي الكاهن : ”يَقُولُ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: إِنِّي قُلْتُ إِنَّ بَيْتَكَ وَبَيْتَ أَبِيكَ يَسِيرُونَ أَمَامِي إِلَى الأَبَدِ. وَالآنَ يَقُولُ الرَّبُّ: حَاشَا لِي! فَإِنِّي أُكْرِمُ الَّذِينَ يُكْرِمُونَنِي، وَالَّذِينَ يَحْتَقِرُونَنِي يَصْغُرُونَ.“ (صموئيل الأول ٢: ٣٠) فلكي لا يكون هناك شاهدةً علي الله بأنه لم يترك نفسه بدون شاهد في فترة ما لأنه ”إِذَا أَخْطَأَ إِنْسَانٌ إِلَى إِنْسَانٍ يَدِينُهُ اللهُ. فَإِنْ أَخْطَأَ إِنْسَانٌ إِلَى الرَّبِّ فَمَنْ يُصَلِّي مِنْ أَجْلِهِ؟» (صموئيل الأول ٢: ٢٥)لذلك نجد هذا التكرار شاهد علي كيف تعامل الله مع البشر ؟ ويمنع بأن يكون هناك فترة تكون فيها الحاد ونُكران لتواجد الله. وممكن أن نقول أيضاً هو حفظ عائلة إبراهيم من تضارب الأنساب وتُبـين تحقيق الوعد الذي قاله الله لإبراهيم: ”١ وَقَالَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ: «اذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أَبِيكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ. ٢ فَأَجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكَكَ وَأُعَظِّمَ اسْمَكَ، وَتَكُونَ بَرَكَةً.“ (التكوين ١٢: ١، ٢) فـ ”أَبْرَامُ سَكَنَ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ […] وَقَالَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ، بَعْدَ اعْتِزَالِ لُوطٍ عَنْهُ: «ارْفَعْ عَيْنَيْكَ وَانْظُرْ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ شِمَالاً وَجَنُوبًا وَشَرْقًا وَغَرْبًا، لأَنَّ جَمِيعَ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتَ تَرَى لَكَ أُعْطِيهَا وَلِنَسْلِكَ إِلَى الأَبَدِ. وَأَجْعَلُ نَسْلَكَ كَتُرَابِ الأَرْضِ، حَتَّى إِذَا اسْتَطَاعَ أَحَدٌ أَنْ يَعُدَّ تُرَابَ الأَرْضِ فَنَسْلُكَ أَيْضًا يُعَدُّ. قُمِ امْشِ فِي الأَرْضِ طُولَهَا وَعَرْضَهَا، لأَنِّي لَكَ أُعْطِيهَا».“ (التكوين ١٣: ١٢و ١٤-١٧) وأعطاها له بمثاق أبدي بين الله وإبراهيم ونسلهُ فقال الوحي عن هذا الأتفاق : ”قَطَعَ الرَّبُّ مَعَ أَبْرَامَ مِيثَاقًا قَائِلاً: «لِنَسْلِكَ أُعْطِي هذِهِ الأَرْضَ، مِنْ نَهْرِ مِصْرَ إِلَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ، نَهْرِ الْفُرَاتِ»“ (التكوين ١٥: ١٨-٢١) فالله أعطي الأرض لإبراهيم خليل الله بمعني آخر : الله المالك يعطي خليله/صديقه هدية محبة عظيمة له ولنسله وكان هذا بشرط بأن يسلك هو ونسله في حفظ شعائر الله وأحكامهُ الإلهية حينئذٍ الأرض الموعودة تكون لهم إلي يوم القيامة. وهذا نجده واضحاً علي عكس ما يقوله ويقوم به النقاد المسلمين من تحريف وتلفيق للحقائق الكتابية فقال واحد منهم: «لقد تعددت الآراء حول أصول تلك القبائل خالطة الأزمان المتباعدة لأن مصادرها العهد القديم. فمن المؤرخين من يقول: هم من أصل أرامي – استنادا إلى التوراة -. ولكن ذاك أصل إبراهيم كما تقول التوراة، فما علاقة موسى وعشيرته بذاك الأصل وبينهما أكثر من أربعمئة سنة، وهي الفترة التي ذكرتها التوراة بين يوسف بن يعقوب وموسى. إن انقطاع الزمن ما بين يوسف وموسى يدل على تلفيق النسب. فأين اتصال الأخبار علما بأن الكتبة كانوا حريصين جدا على أخبار وحكايات الأنساب والتي أوصلوها إلى آدم!؟ وما علاقة يهود السبي بعشيرة موسى. وما الدليل على أنهم من السلالة نفسها، أو من سلالة إبراهيم ؟! ومن المؤرخين من ادعى بأنهم من بقايا الهكسوس أو الحثيين. وهل اتفق المؤرخون على أصل الهكسوس أو الحثيين» ص 11-12 ولهذا نجد وضع الأنساب في الكتاب وخاصةً كتاب مثل ‹‹التكوين›› يحفظ الوحدة الداخلية بين النصوص ويحفظ الوحدة الخارجية من خلال النص لشعب إبراهيم النسل والكرامة وحق التواجد من قِبَل الله نفسه وهذا دليل علي كره العالم وخاصة المسلمين لما هو صحيح في التاريخ الذي يمس اليهودي فالفرق بين القرآن وبين العهد القديم مثل الفرق بين الشخص معدوم البصر وشخص يبصر وفاقد البصيرة!!