يقول القديس أغسطينوس: لماذا تخافون أيها المسيحيون؟ المسيح يقول: “أنا هو لا تخافوا” (مت 14: ۲۷). لماذا تنزعجون لهذه الأمور؟ لقد سبق فأخبرتكم بهذه الأمور أنها ستحدث حتما… “أنا هو لا تخافوا. فرضوا أن يقبلوه في السفينة”.
إذ عرفوه وفرحوا تحرروا من مخاوفهم. وللوقت صارت السفينة إلى الأرض التي كانوا ذاهبين إليها”. وجدت نهاية عند الأرض، من المنطقة المائية إلى المنطقة الصلدة، من الاضطراب إلى الثبات، من الطريق إلى الهدف.)
كما يقول : إنه يدخل اسم “أحباء” بطريقة يسحب بها اسم “عبيد”، وليس كمن يضم كليهما في تعبير واحډ، وإنما الواحد يحتل الموضع الذي يتخلى عنه الأخر. ماذا يعني هذا؟… إنه يوجد نوعان من الخوف، ينتجان نوعين من الخائفين، هكذا يوجد نوعان من الخدمة، ينتجان نوعين من الخدم. يوجد خوف يطرده الحب الكامل (1 يو 4: ۲۸) ويوجد خوف آخر طاهر يبقى إلى الأبد (مز 19: ۹). الخوف الذي ليس فيه حب، يشير إليه الرسول عندما يقول: “إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضا للخوف” (رو ۸: ۱۰). لكنه أشار إلى الخوف الطاهر عندما قال: “لا تستكبر بل خف!” (رو 11: ۲۰). في ذلك الخوف الذي يطرده الحب خارجا توجد أيضا الخدمة المرتبطة به، فإن الرسول يربط الاثنين معا، أي الخدمة والخوف، إذ يقول: “إذ لم تأخذوا روح العبودية (الخدمة) للخوف”. مثل هذا الخادم يرتبط بهذا النوع من الخدمة هذا الذي كان أمام عيني الرب عندما قال: “لا أعود أسميكم عبيدا، لأن العبد لا يعلم ما يعمله سيده”.
بالتأكيد ليس العبد المتسم بالخوف الطاهر، الذي يقال عنه: “أيها العبد الصالح، أدخل إلى فرح سيدك” (مت ۲۰: ۲۳)، وإنما العبد الذي يتسم بالخوف الذي يطرده الحب خارجا، والذي قيل عنه في موضع آخر: “العبد لا يبقى في البيت إلى الأبد، أما الابن فيبقى إلى الأبد” (يو 8: ۳۰). إذن حيث أعطانا سلطانا أن نكون أبناء الله (يو 1: ۱۲)، ليتنا لا نكون عبيدا بل أبناء. فبطريق حقيقي عجيب لا يوصف يكون لنا نحن العبيد السلطان ألا نكون عبيدا؟.
ويقول القديس كيرلس الكبير: المسيح هو نجاتنا من كل خطر، وهو يحقق الإنجازات بما يفوق توقع الذين يقبلونه. تلاميذه وحدهم وبأنفسهم كنموذج للمعلمين الكنسيين بالتتابع عبر الأزمان كلها، يسبحون خلال أمواج هذه الحياة الحاضرة كنموذج للبحر، يواجهون تجارب عديدة وشديدة، ويتحملون مخاطر لا يستهان بها عند التعليم، وذلك على أيدي أولئك الذين يعارضون الإيمان ويحاربون الكرازة بالإنجيل. لكنهم سيتحررون من خوفهم ومن كل خطر، وسوف يستريحون من أتعابهم وبؤسهم حينما يظهر المسيح لهم بعد موته أيضا بقدرته الإلهية، إذ قد وضع العالم كله تحت قدميه. هذا ما يشير إليه سيره على البحر، مادام البحر غالبا ما يعتبر رمزا للعالم في الكتب المقدسة… فحينما يأتي المسيح في مجد أبيه كما هو مكتوب (مت 16: ۲۷) حينئذ سفينة الرسل القديسين، أي الكنيسة، والذين يبحرون فيها، أي الذين بالإيمان والمحبة نحو الله يرتفعون فوق أمور العالم، دون تأخير وبدون أي تعب، يربحون الأرض التي كانوا ذاهبين إليها، إذ غايتهم هي بلوغ ملكوت السماوات، كما إلى مرفأ هادئ.
كما يقول: إننا كأحباء له يلزمنا ألا نخاف الموت بل بالحري نتمثل بالآباء القديسين. فعندما رب الأب إبراهيم قدم ابنه الوحيد اسحق، حاستا أن الله قادر أن يقيمه من الأموات (عب ۱۹: ۱۱ ).
أي رعب من الخوف يمكن أن يهاجمنا وقد أبطل “الحياة (المسيح)” الموت، لأن المسيح هو القيامة والحياة (يو ۱۱: ۲۰). ولنضع أيضا في ذهننا أن الأكاليل تُقتنى بالجهاد. فإن المصارعين الأقوياء في الحلقات ينالون الكمال بالجهاد العنيف مع الخبرة. الشجاعة والذهن الشهم هما اللذان يخدمان أصحاب المهارة في المعارك. أما من يلقي عنه درعه يحتقره العدو، وإن عاش الهارب من المعركة، يحيا كذليل. أما الذي ثبت في المعركة، ووقف ببسالة وشهامة بكل قوته ضد العدو، فيكرم بنواله النصرة، وإن سقط (جريحا) فيكون موضع إعجاب.
لقد ظن الفريسيون أن سلطان هيرودس يرعبه فتذله المخاوف، لكنه هو رب القوات الذي ولد فينا الشجاعة الروحية بكلماته: “لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد، ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها” (مت ۱۰: ۲۸). إنه لم يعط اهتماما للعنف البشري، بل يقول: “بل ينبغي أن أسير اليوم وغدا وما يليه” (لو ۱۳: ۳۳). بقوله “ينبغي” لا يعني الإلزام قسرا، وإنما التزام به بكمال حريته، فبدون خطر يذهب أينما شاء ويتنقل في اليهودية دون أن يقاومه أحد أو يخطط ضده حتى يتقبل الألم بإرادته خلال الصليب الثمين… بإرادته قبل الألم لكي يموت جسده يبطل الموت ويقوم. وإذ قام من الأموات يقيم معه الطبيعة البشرية كلها، ويجددها واهبا لها الحياة التي بلا فساد؟.
ويقول القديس أمبروسيوس: ليلزمنا أن نخاف عذاب النفس لا قتل الجسد، فالموت يمثل نهاية طبيعية للعذاب الجسدي لكن ليس نهاية للعقاب. فهو يضع نهاية لآلام الجسد (الزمنية)، أما عقاب النفس فأبدي. يلزمنا أن نخاف الله وحده!)
إنه يسمح بالتجربة، مطالبا إيانا ألا نقلق ولا نهتم كيف نتصرف ولا بماذا ننطق، إنما روحه القدوس هو الذي يعمل في المتضايقين معلا مجد المسيح، شاهدا ببهائه فينا ككرازة وشهادة أمام الآخرين. يقول القديس أغسطينوس: إنه يحرركم من الخوف ويهبكم الحب الذي يشعل غيرتكم بالكرازة بي فتنبعث فيكم رائحة مجدي في العالم وتمتدحونه. ويتحدث القديس جيروم عن عمل الله في هذه اللحظات الصعبة، قائلا: ها أنتم ترون أنه ليس لدينا مخازن نخزن فيها، لكننا ننال فيضا في اللحظة المطلوبة.
يقول القديس يوحنا سابا: إن كنت غريبا عن كل اضطراب خارجي تسمع داخلك الروح ينطق بالممجدات”، إن نفسك هي أورشليم المفرحة للمسيح فلماذا لا تزال تتردد في أسواق البابليون المتبلبلين؟
القمص تادرس يعقوب ملطي
يقول القديس أغسطينوس: لماذا تخافون أيها المسيحيون؟ المسيح يقول: “أنا هو لا تخافوا” (مت 14: ۲۷). لماذا تنزعجون لهذه الأمور؟ لقد سبق فأخبرتكم بهذه الأمور أنها ستحدث حتما… “أنا هو لا تخافوا. فرضوا أن يقبلوه في السفينة”.
إذ عرفوه وفرحوا تحرروا من مخاوفهم. وللوقت صارت السفينة إلى الأرض التي كانوا ذاهبين إليها”. وجدت نهاية عند الأرض، من المنطقة المائية إلى المنطقة الصلدة، من الاضطراب إلى الثبات، من الطريق إلى الهدف.)
كما يقول : إنه يدخل اسم “أحباء” بطريقة يسحب بها اسم “عبيد”، وليس كمن يضم كليهما في تعبير واحډ، وإنما الواحد يحتل الموضع الذي يتخلى عنه الأخر. ماذا يعني هذا؟… إنه يوجد نوعان من الخوف، ينتجان نوعين من الخائفين، هكذا يوجد نوعان من الخدمة، ينتجان نوعين من الخدم. يوجد خوف يطرده الحب الكامل (1 يو 4: ۲۸) ويوجد خوف آخر طاهر يبقى إلى الأبد (مز 19: ۹). الخوف الذي ليس فيه حب، يشير إليه الرسول عندما يقول: “إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضا للخوف” (رو ۸: ۱۰). لكنه أشار إلى الخوف الطاهر عندما قال: “لا تستكبر بل خف!” (رو 11: ۲۰). في ذلك الخوف الذي يطرده الحب خارجا توجد أيضا الخدمة المرتبطة به، فإن الرسول يربط الاثنين معا، أي الخدمة والخوف، إذ يقول: “إذ لم تأخذوا روح العبودية (الخدمة) للخوف”. مثل هذا الخادم يرتبط بهذا النوع من الخدمة هذا الذي كان أمام عيني الرب عندما قال: “لا أعود أسميكم عبيدا، لأن العبد لا يعلم ما يعمله سيده”.
بالتأكيد ليس العبد المتسم بالخوف الطاهر، الذي يقال عنه: “أيها العبد الصالح، أدخل إلى فرح سيدك” (مت ۲۰: ۲۳)، وإنما العبد الذي يتسم بالخوف الذي يطرده الحب خارجا، والذي قيل عنه في موضع آخر: “العبد لا يبقى في البيت إلى الأبد، أما الابن فيبقى إلى الأبد” (يو 8: ۳۰). إذن حيث أعطانا سلطانا أن نكون أبناء الله (يو 1: ۱۲)، ليتنا لا نكون عبيدا بل أبناء. فبطريق حقيقي عجيب لا يوصف يكون لنا نحن العبيد السلطان ألا نكون عبيدا؟.
ويقول القديس كيرلس الكبير: المسيح هو نجاتنا من كل خطر، وهو يحقق الإنجازات بما يفوق توقع الذين يقبلونه. تلاميذه وحدهم وبأنفسهم كنموذج للمعلمين الكنسيين بالتتابع عبر الأزمان كلها، يسبحون خلال أمواج هذه الحياة الحاضرة كنموذج للبحر، يواجهون تجارب عديدة وشديدة، ويتحملون مخاطر لا يستهان بها عند التعليم، وذلك على أيدي أولئك الذين يعارضون الإيمان ويحاربون الكرازة بالإنجيل. لكنهم سيتحررون من خوفهم ومن كل خطر، وسوف يستريحون من أتعابهم وبؤسهم حينما يظهر المسيح لهم بعد موته أيضا بقدرته الإلهية، إذ قد وضع العالم كله تحت قدميه. هذا ما يشير إليه سيره على البحر، مادام البحر غالبا ما يعتبر رمزا للعالم في الكتب المقدسة… فحينما يأتي المسيح في مجد أبيه كما هو مكتوب (مت 16: ۲۷) حينئذ سفينة الرسل القديسين، أي الكنيسة، والذين يبحرون فيها، أي الذين بالإيمان والمحبة نحو الله يرتفعون فوق أمور العالم، دون تأخير وبدون أي تعب، يربحون الأرض التي كانوا ذاهبين إليها، إذ غايتهم هي بلوغ ملكوت السماوات، كما إلى مرفأ هادئ.
كما يقول: إننا كأحباء له يلزمنا ألا نخاف الموت بل بالحري نتمثل بالآباء القديسين. فعندما رب الأب إبراهيم قدم ابنه الوحيد اسحق، حاستا أن الله قادر أن يقيمه من الأموات (عب ۱۹: ۱۱ ).
أي رعب من الخوف يمكن أن يهاجمنا وقد أبطل “الحياة (المسيح)” الموت، لأن المسيح هو القيامة والحياة (يو ۱۱: ۲۰). ولنضع أيضا في ذهننا أن الأكاليل تُقتنى بالجهاد. فإن المصارعين الأقوياء في الحلقات ينالون الكمال بالجهاد العنيف مع الخبرة. الشجاعة والذهن الشهم هما اللذان يخدمان أصحاب المهارة في المعارك. أما من يلقي عنه درعه يحتقره العدو، وإن عاش الهارب من المعركة، يحيا كذليل. أما الذي ثبت في المعركة، ووقف ببسالة وشهامة بكل قوته ضد العدو، فيكرم بنواله النصرة، وإن سقط (جريحا) فيكون موضع إعجاب.
لقد ظن الفريسيون أن سلطان هيرودس يرعبه فتذله المخاوف، لكنه هو رب القوات الذي ولد فينا الشجاعة الروحية بكلماته: “لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد، ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها” (مت ۱۰: ۲۸). إنه لم يعط اهتماما للعنف البشري، بل يقول: “بل ينبغي أن أسير اليوم وغدا وما يليه” (لو ۱۳: ۳۳). بقوله “ينبغي” لا يعني الإلزام قسرا، وإنما التزام به بكمال حريته، فبدون خطر يذهب أينما شاء ويتنقل في اليهودية دون أن يقاومه أحد أو يخطط ضده حتى يتقبل الألم بإرادته خلال الصليب الثمين… بإرادته قبل الألم لكي يموت جسده يبطل الموت ويقوم. وإذ قام من الأموات يقيم معه الطبيعة البشرية كلها، ويجددها واهبا لها الحياة التي بلا فساد؟.
ويقول القديس أمبروسيوس: ليلزمنا أن نخاف عذاب النفس لا قتل الجسد، فالموت يمثل نهاية طبيعية للعذاب الجسدي لكن ليس نهاية للعقاب. فهو يضع نهاية لآلام الجسد (الزمنية)، أما عقاب النفس فأبدي. يلزمنا أن نخاف الله وحده!)
إنه يسمح بالتجربة، مطالبا إيانا ألا نقلق ولا نهتم كيف نتصرف ولا بماذا ننطق، إنما روحه القدوس هو الذي يعمل في المتضايقين معلا مجد المسيح، شاهدا ببهائه فينا ككرازة وشهادة أمام الآخرين. يقول القديس أغسطينوس: إنه يحرركم من الخوف ويهبكم الحب الذي يشعل غيرتكم بالكرازة بي فتنبعث فيكم رائحة مجدي في العالم وتمتدحونه. ويتحدث القديس جيروم عن عمل الله في هذه اللحظات الصعبة، قائلا: ها أنتم ترون أنه ليس لدينا مخازن نخزن فيها، لكننا ننال فيضا في اللحظة المطلوبة.
يقول القديس يوحنا سابا: إن كنت غريبا عن كل اضطراب خارجي تسمع داخلك الروح ينطق بالممجدات”، إن نفسك هي أورشليم المفرحة للمسيح فلماذا لا تزال تتردد في أسواق البابليون المتبلبلين؟