ليتروجيا عيد الميلاد في الكنيسة القبطية / الراهب كاراس المحرقي :
مما لا شك فيه إن عيد الميلاد غني بطقوسه وألحانه ، هذا بالإضافة إلي أن طقوس الكنيسة عامة لا تخلو من رموز وإشارات عن التجسد ، ولهذا رأينا قبل أن نتحدث عن طقوس العيد أن نتحدث أولا: عن التجسد في طقوس الكنيسة عامة ثم برمون عيد الميلاد وطقوسه.
- التجسد في طقوس الكنيسة :
- عندما نرشم الصليب نبدأ من أعلي الجبهة إلي أسفل علي البطن ، وفي هذا إشارة إلي نزول الابن إلي بطن العذراء القديسة مريم وتجسده منها.
- في مقدمة قانون الإيمان نقول 🙁 نعظمك يا أم النور الحقيقي ونمجدك أيتها العذراء القديسة والدة الإله لأنك ولدت لنا مخلص العالم أتي وخلص نفوسنا ).
- وفي قانون الإيمان نقول 🙁 هذا الذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السماء وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء تأنس ).
- في القداس ( قدوس قدوس قدوس ) نقول 🙁 وفي آخر الأيام ظهر لنا نحن الجلوس في الظلمة وظلال الموت ) وبعدها مباشرة يقول الكاهن ( تجسد وتأنس ) وفي نهايتها ( هذا الذي من الروح القدس ومن العذراء القديسة مريم ).
- وفي الاعتراف يقول الكاهن 🙁 أؤمن أؤمن أؤمن وأعترف إلي النفس الأخير أن هذا الجسد المحيي الذي لابنك الوحيد ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح أخذه من سيدتنا وملكتنا كلنا والدة الإله القديسة الطاهرة مريم ).
- في قسمة صوم الميلاد يقول الكاهن 🙁 الكائن في حضنه الأبوي كل حين أتي وحل في الحشا البتول الغير الدنس ولدته وهي عذراء وبتوليتها مختومة ).
- في صلاة باكر ( القطعة الثالثة ) نقول 🙁 لأن الآب اختارك والروح القدس ظللك والابن تنازل وتجسد منك فاسأليه أن يُعطي الخلاص للعالم الذي خلقه وأن ينجيه من التجارب ).
- في ثيؤطوكية يوم الخميس نقول 🙁 لم يزل إلهاً أتي وصار إبن البشر لأنه هو الإله الحقيقي أتي وخلصنا ).
- يُعتبر صوم الميلاد ذكري حية متجددة علي الدوام لحقيقة سر التجسد ، بكل ما فيه من طقوس وصلوات وتسابيح خاصة في شهر كيهك .
- قراءات شهر كيهك خاصة الآحاد تمهد للتجسد الإلهي فالأحد الأول يتحدث عن بشارة الملاك لزكريا بولادة يوحنا المعمدان ( لو ١:١-١٠ ) والثاني بشارة الملاك للعذراء مريم بولادة المسيح ( لو ١:١-٢٦-٣٨ ) والثالث زيارة مريم لأليصابات ( لو ١: ٣٩-٤٦ ) والرابع ولادة يوحنا المعمدان ( لو ١: ٥٧-٨٠ ).
- أيضاً قراءات قداس البرامون تتحدثعن ولادة المسيح.
- برامون عيد الميلاد:
تُطلق كلمة البرامون علي الصوم النسكي السابق مباشرة علي عيدي الميلاد والغطاس ، وهو يعد من أصوام المرتبة الأولي، ويَعامل معاملة الأربعين المقدسة وأسبوع الآلام ، وصوم الأربعاء والجمعة ، فيَصام انقطاعياً إلي المساء ولا يؤكل فيه السمك. وتتراوح مدة هذا الصوم بين يوم واحد وثلاثة أيام علي أكثر تقدير ، فإذا وقع عيد الميلاد أو الغطاس يوم السبت كان البرمون يوماً واحداً هو ( الجمعة ) وإذا وقع يوم الأحد كان البرامون يومين هما ( الجمعة والسبت ) أما إذا وقع يو الإثنين كان البرامون ثلاثة أيام هي ( الجمعة والسبت والأحد ) ذلك لأن يومي السبت والأحد لا يصامان انقطاعياً .. وإن كان يُمتنع فيهما عن الأطعمة الحيوانية . ولما كان السبت الكبير السابق علي عيد القيامة يُصام انقطاعياً دون سائر السبوت ، لأن المسيح مخلصنا كان مدفوناً فيه في القبر ، فهو يُصام صوماً نسكياً من دون الحاجة إلي تسميته بالبرامون ، واحتفظت الكنيسة بالبرامون بالنسبة لليوم السابق علي عيدي الميلاد والغطاس. فالبرامون إذن صوم تعبدي يمارسه المؤمنين الأتقياء بتقشف ونسك أكثر ليكون فرحهم بالميلاد والغطاس عظيماً ، وكأن الكنيسة تريدنا أن نشعر بفرح الميلاد والغطاس بممارسة التقشف في اليوم السابق لهما ، حتي يزداد إحساسنا النفسي والجسدي بالفارق بين يوم البرامون ويوم العيد التالي له وبهذا يزداد إحساسنا بالفرح .أما كلمة برمون فهي دخيلة علي اللغة العربية والقبطية وهي ترجمة للكلمة اليونانية ( براموني ) ومعناها الحرفي ( الإلتزام باستمرار في الخدمة ) و ( المثابرة ) و ( الثبات ) و ( المداومة ) و المعني السائد الآن ( الأستعداد ).
- طقس البرامون :
تُصلي تسبحة عشية ونصف الليل كما هو متبع في الطقس ، مع مراعاة الترتيب الخاص للإبصاليات السبعة والطروحات الستة الواردة بكتاب طروحات وإبصاليات برموني وعيدي الميلاد والغطاس. وفي القداس يُقدم الحمل بعد صلاة المزامير كلها ، ويمكن أن تُصلي المزامير حتي الساعة التاسعة ، وفي عشية العيد تُصلي الغروب والنوم والستار وهي ( خاصة بالرهبان ). ويُكمل القداس كالمعتاد ، وفي التوزيع يقال ( المزمور ١٥٠ ) بطريقته السنوية المعروفة ، وبعده يُقال لحن ( استرماجي ) والمديحة ( أنا أول كلامي ) وهما من الألحان النادرة ولا وجود لهما إلا في دير المحرق العامر ، ويمتازان بأن كل ربع عبارة عن ( ٥ هنكات ) وليس (٤) كما هو مألوف. [ يوجد بالدير النص اليوناني والعربي بالإضافة إلي تسجيلات صوتية لهما ]
- طقوس العيد :
- تسبحة ورفع بخور عشية
تُصلي تسبحة عشية بدون مزامير لأنها قُرأت في القداس البرامون ، أما إذا كانوا قد صلوا المزامير حتي صلاة الساعة التاسعة ، فيكمل في العشية مزامير الغروب والنوم ويضاف إليهما الستار في الأديرة ، وبعد الهوس الرابع تُقال إبصالية واحدة من إبصاليات الميلاد السبعة حسبما يوافق اليوم ، ثم في ختام التسبحة يقرأ الطرح الملائم . بعد التسبحة يُرفع البخور كالمعتاد ، بعد صلاة الشكر يُردد الشمامسة أرباع الناقوس بالطريقة الفرايحي ويُضاف إليهما ربعين خاصين بالميلاد وفي النهاية تُختم بابوؤرو ، ثم يقول الكاهن أوشية الراقدين وليست المرضي وبعدها تُقال الذكصولوجيات الخاصة بالميلاد ، وبعد افنوتي ناي نان تقال أمين كيرياليسون بالكبير ثلاثة مرات ثم يقول الكاهن أوشية الإنجيل ، وبعدها يُطرح المزمور إما بالطريقة الفرايحي المختصرة أو السنجاري ، ويُقرأ الإنجيل قبطياً وعربياً ، وتكمل الصلاة كالمعتاد مع مراعاة مرد المزمور والإنجيل بطريقتهما الفرايحي المعروفة.
- تسبحة نصف الليل :
تبدأ تسبحة نصف الليل بدون مزامير ، بل تُقال ( البسملة وذوكصابتري ، وأبانا الذي في السماوات ، وصلاة الشكر ، والمزمور الخمسين ) ثم يُقال لحن ( آللي نصف الليل أو الهوس الكبير ) وبعده يُقرأ هوس العيد قبطياً وعربياً وهو عبارة عن قطع من المزامير تلائم أحداث الميلاد ، ثم تُصلي التسبحة بإبصالياتها السبعة وطروحتها الستة ويجب مراعاة أن ألحان ( لبش الهوس الأول والثاني وتين أويه إنثوك ولبش التداكية ) تُقال بالنغم الفرايحي الخاص بها ، ثم يُقرأ دفنار اليوم ، وختام التذاكيات الآدام أو الواطس حسبما يوافق يوم العيد ، ويُقال قانون الإيمان وتختم التسبحة بالطلبة المعروفة ( أمين كيرياليسون ) وبعدها يقول الكاهن تحليل نصف الليل ، وبعدها لا تقال ( تين أو أوشت باكر ) بل يبدأون برفع بخور باكر مباشرة بنفس طريقة ( رفع بخور باكر في عيد القيامة أو عيد الغطاس )
- القداس :
يُقدم الحمل بدون صلاة المزامير كما هو الحال في عيدي القيامة والغطاس لتلاوة المزامير في القداس البرامون ، كما أن وقت القداس ليس له مزامير خاصة فلا يجوز صلاة مزامير الساعة الثالثة أو السادسة في ذلك الوقت المتأخر ، وأيضاً لأن الكنيسة تنشد ترانيم البهجة الخاصة بالميلاد في حين أن المزامير تحوي الكثير من النبوات الخاصة بالصلب والآلام التي لا تلائم مناسبة الميلاد ، ولهذا يُقال لحن ( آللي القربان ) أثناء تقديم الحمل ، وهو أقرب لمناسبة العيد من لحن ( إبي إيناف شوب ). ويُصلي القداس بالنغم الفرايحي ، وقد اعتادت الكنيسة أن تُصلي بقداس القديس إغريغوريوس في الأعياد ، ويمكن أن يُقال البولس الفرايحي ، ويراعي ما يخص العيد من الهيتينيات ومرد الإبركسيس والأسبسموسات وباقي الألحان الأخري . وفي التوزيع يُقال المزمور (١٥٠) بالطريقة الفريحي وبعده المدائح الخاصة بالميلاد ، ويمكن أن يُقال لحن ( جينسليون ) في التوزيع أو بعد الإبراكسيس .