جبل الله الإنسان، وفيه حنين داخلي نحو حياة السمو والطهارة. يود أن يعلو فوق كل الشهوات، وأن يطأ تحت قدميه الملذات الجسدية. فحتى الزناة المنحرفين في تيار الخطية العنيف، المتلذذين بشهواتها والمحليين بكل طاقتهم لأجل إشباع شهواتهم، أحيانا وهم في أل فترات الشهوة، يتحسسون في داخلهم برغبة سرية عميقة تطالب بحياة النقاوة والعفة. فالعفة كما يعرفها القديس يوحنا الدرجي هي لإننا نلبس الطبيعة الملائكية: هي مسكن مستمر للسيد المسيح، ونعيم للقلب وسط هذه الحياة. هي إنكار غير طبيعي للطبيعة. لكن مع كل هذه الاشتياقات لا يزال يظن البعض أنها مجرد كلمات لا وجود لها إلا في قاموس اللغة أو في خيال المتدينين وكتاباتهم، أو هي حياة الأطفال الصغار أو الرجال العاجزين أو الرهبان والمتوحدين البعيدين عن الشر، أو ربما تخص الملائكة والسمائيين وحدهم. من أجل هذا كثيرا ما يتساءلون:
1. لماذا يطالبنا الله بأمر نعجز عن تحقيقه؟ 2. وهل يريد الله أن يضايقنا؟ 3. ولماذا خلق لنا جسدا بغرائزه؟
وهل يقدر الإنسان السوي أن يضبط نفسه أمام الإغراءات وشهوة الجسد؟ وما الداعي لحياة عفة تحرم الإنسان من إشباع شهواته وغرائزه كيفما تريد؟!
إننا نذكر حديث القديس أغسطينوس الذي اختبر الخطية في أبشع صورها، ولو أنه على حد تعبيره كان كثيرا ما يقول: أعطني يا رب حياة الوداعة والعفة ولكن ليس الآن، لأنني لا أريد أن أحرم من لذة الخطية رغم مرارتها، ولا يود جسدي أن يتخلص منها، وأتصور كأن لا وجود لي بدونها. كذلك اختبر حياة العفة بل البتولية في أسمى درجاتها إذ عشق الرب، وأحبه، وجذب كثيرين إليها.
القمص تادرس يعقوب ملطي
جبل الله الإنسان، وفيه حنين داخلي نحو حياة السمو والطهارة. يود أن يعلو فوق كل الشهوات، وأن يطأ تحت قدميه الملذات الجسدية. فحتى الزناة المنحرفين في تيار الخطية العنيف، المتلذذين بشهواتها والمحليين بكل طاقتهم لأجل إشباع شهواتهم، أحيانا وهم في أل فترات الشهوة، يتحسسون في داخلهم برغبة سرية عميقة تطالب بحياة النقاوة والعفة. فالعفة كما يعرفها القديس يوحنا الدرجي هي لإننا نلبس الطبيعة الملائكية: هي مسكن مستمر للسيد المسيح، ونعيم للقلب وسط هذه الحياة. هي إنكار غير طبيعي للطبيعة. لكن مع كل هذه الاشتياقات لا يزال يظن البعض أنها مجرد كلمات لا وجود لها إلا في قاموس اللغة أو في خيال المتدينين وكتاباتهم، أو هي حياة الأطفال الصغار أو الرجال العاجزين أو الرهبان والمتوحدين البعيدين عن الشر، أو ربما تخص الملائكة والسمائيين وحدهم. من أجل هذا كثيرا ما يتساءلون:
1. لماذا يطالبنا الله بأمر نعجز عن تحقيقه؟
2. وهل يريد الله أن يضايقنا؟
3. ولماذا خلق لنا جسدا بغرائزه؟
وهل يقدر الإنسان السوي أن يضبط نفسه أمام الإغراءات وشهوة الجسد؟ وما الداعي لحياة عفة تحرم الإنسان من إشباع شهواته وغرائزه كيفما تريد؟!
إننا نذكر حديث القديس أغسطينوس الذي اختبر الخطية في أبشع صورها، ولو أنه على حد تعبيره كان كثيرا ما يقول: أعطني يا رب حياة الوداعة والعفة ولكن ليس الآن، لأنني لا أريد أن أحرم من لذة الخطية رغم مرارتها، ولا يود جسدي أن يتخلص منها، وأتصور كأن لا وجود لي بدونها. كذلك اختبر حياة العفة بل البتولية في أسمى درجاتها إذ عشق الرب، وأحبه، وجذب كثيرين إليها.