غاية الألحان ليس السباق الذي يدعيه البعض ممن يظنون أنه يحافظ على تراث الكنيسة بطريقة حرفية جافة، غالبا ما تكون بلا روح وبلا هدف، وهذا ما يحزننا عندما يشعر الشخص أنه حارس وفي للألحان، متجاهلا الغاية الحقيقية وهي خلاص إن أمكن كل البشرية.
يليق بنا – خاصة في الليتورجيات – مراعاة تحقيق غاية الألحان والتسبيح:
أ. رأينا أن الله في حبه للإنسان، خلقه موسيقارا متهللا، يشارك السمائيين فرحهم به، وتسابيحهم له. يمارس على الأرض الحياة السماوية التي تعرف الفرح الدائم. يؤم المرتل، قائلا: “ابتهجوا أيها الصديقون بالرب، للمستقيمين ينبغي التسبيح. اعترفوا للرب بقيثارة، وبكينارة ذات عشرة أوتار رتلوا له. سبحوا له تسبيحا جديدا؛ ورتلوا له حستا بتهليل” (مز ۳۳: ۱-۳).
ب. لا تقف الألحان عند عذوبة الصوت أو حفظ الإيقاع الموسيقي، إنما بالأكثر صدور فیض روحي حقيقي جاب نحو التمتع بالسماويات. لهذا يؤكد الرسول بولس أنه يلزمنا أن نسبح بالروح وبالذهن أيضا (1 كو 14: ۱۰)، فلا ننطق بكلمات غير مفهومة! يقول القديس يوحنا كاسیان: لم يهتم (الرهبان المصريون) بكمية الآيات التي ترم في الصلاة) بل بضبط الفكر، هادفين نحو أرم بالروح، وأتم بالفهم”. هكذا يعتبرون أن التسبيح بعشرة آيات بفهم وفكر أفضل من سكب مزمور کامل بذهن مشوش. هذا يحدث أحيانا بسبب سرعة المتكلم حين يفكر في المزامير الباقية التي ترم وعددها، ولا يهتم بأن يكون المعنى واضحا لسامعيه، فيسرع لكي ينهي الخدمة.
ج. لاحظ القديس يوحنا كاسيان أن في زيارته للأديرة المصرية الاهتمام بعدم الإطالة في الألحان في اللقاءات الكنسية حتى في الأديرة، وذلك من أجل الحديثين في الرهبنة.
د. التركيز في كل الألحان على عمل الله الخلاصي، حتى في تماجيد السمائيين والقديسين وكل التذكارات الخاصة بالكنيسة الجامعة، فثبتلع كل عواطفنا ومشاعرنا في الحب الإلهي الأبدي!
ه. تشبها بالسمائيين، يليق بالمؤمن ألآ ينفرد وحده أو مع قلة من الجماعة المقدسة بلحن ما.
و. يجب فرز المدائح الروحية اللاهوتية (مثل الثيؤطوكيات) من المدائح الهزيلة (المواويل).
ح. يلزم أن يكون الشمامسة خدام للكلمة للربط بين التسبيح وكلمة الله.
ط. أكد مار يعقوب السروجي أنه يليق بالمؤمن أن يبيح الله بكل كيانه: بجسمه ونفسه وروحه وعقله، فيصير أشبه بقيثارة ذات أوتار متنوعة يعزف عليها روح الله القدوس سيمفونية حب سماوية فكل حياتنا حتى النفس الأخير! وكما يقول المرتل: “أغني للرب في حياتي، أرنم لإلهي ما دمت موجودا.” (مز 104: ۳۳)
يقول مار يعقوب السروجي:
يا رب لن أتوقف عن تسبيحك، حتى بعد وفاتي
من يحيا لك وبك لا يموت؛ ولا يقو صمت الموت على إسكاته.
البشر مخلوقون ليسبحوا كثيرا، ولعلهم يذكرون التسبيح كل يوم بفيض!…
فم الإنسان متقن، كأنما لتسبيح الرب، ومن يتوقف عن التسبيح يصير ناكرا للجميل).
ولهذا لك الفم لسبح به وتشکر به وتهلل به وتبارك به.
يا ابن الله ليكن لك فمي مبخرة الألحان، وبدل البخور اقبل التسبيح من الضعيف..
لتكن ميامر إيمانك ذبيحة سلامية، فاقبلها في بيت المغفرة كالقربان (مز ۵۱: ۱۸-۲۱).
ليكرمك لساني بالتراتيل بدل الذبائح، وليذبح لك كل شكر بكل الألحان.
أنت فاتح الأفواه المغلقة لتتكلم، من يقدر أن يفتح فمه بدونك؟ مرة حتى الأتان تكلمت (عد ۲۲: ۳۰ – ۲۲ )، ليعرف كل أحډ بأنه يسهل عليك أن تعطي النطق حتى للبهيمة.
القمص تادرس يعقوب ملطي
غاية الألحان ليس السباق الذي يدعيه البعض ممن يظنون أنه يحافظ على تراث الكنيسة بطريقة حرفية جافة، غالبا ما تكون بلا روح وبلا هدف، وهذا ما يحزننا عندما يشعر الشخص أنه حارس وفي للألحان، متجاهلا الغاية الحقيقية وهي خلاص إن أمكن كل البشرية.
يليق بنا – خاصة في الليتورجيات – مراعاة تحقيق غاية الألحان والتسبيح:
أ. رأينا أن الله في حبه للإنسان، خلقه موسيقارا متهللا، يشارك السمائيين فرحهم به، وتسابيحهم له. يمارس على الأرض الحياة السماوية التي تعرف الفرح الدائم. يؤم المرتل، قائلا: “ابتهجوا أيها الصديقون بالرب، للمستقيمين ينبغي التسبيح. اعترفوا للرب بقيثارة، وبكينارة ذات عشرة أوتار رتلوا له. سبحوا له تسبيحا جديدا؛ ورتلوا له حستا بتهليل” (مز ۳۳: ۱-۳).
ب. لا تقف الألحان عند عذوبة الصوت أو حفظ الإيقاع الموسيقي، إنما بالأكثر صدور فیض روحي حقيقي جاب نحو التمتع بالسماويات. لهذا يؤكد الرسول بولس أنه يلزمنا أن نسبح بالروح وبالذهن أيضا (1 كو 14: ۱۰)، فلا ننطق بكلمات غير مفهومة! يقول القديس يوحنا كاسیان: لم يهتم (الرهبان المصريون) بكمية الآيات التي ترم في الصلاة) بل بضبط الفكر، هادفين نحو أرم بالروح، وأتم بالفهم”. هكذا يعتبرون أن التسبيح بعشرة آيات بفهم وفكر أفضل من سكب مزمور کامل بذهن مشوش. هذا يحدث أحيانا بسبب سرعة المتكلم حين يفكر في المزامير الباقية التي ترم وعددها، ولا يهتم بأن يكون المعنى واضحا لسامعيه، فيسرع لكي ينهي الخدمة.
ج. لاحظ القديس يوحنا كاسيان أن في زيارته للأديرة المصرية الاهتمام بعدم الإطالة في الألحان في اللقاءات الكنسية حتى في الأديرة، وذلك من أجل الحديثين في الرهبنة.
د. التركيز في كل الألحان على عمل الله الخلاصي، حتى في تماجيد السمائيين والقديسين وكل التذكارات الخاصة بالكنيسة الجامعة، فثبتلع كل عواطفنا ومشاعرنا في الحب الإلهي الأبدي!
ه. تشبها بالسمائيين، يليق بالمؤمن ألآ ينفرد وحده أو مع قلة من الجماعة المقدسة بلحن ما.
و. يجب فرز المدائح الروحية اللاهوتية (مثل الثيؤطوكيات) من المدائح الهزيلة (المواويل).
ز. التسبيح والصلاة بروح الحين الوقور والممتزج بالمخافة الربانية.
ح. يلزم أن يكون الشمامسة خدام للكلمة للربط بين التسبيح وكلمة الله.
ط. أكد مار يعقوب السروجي أنه يليق بالمؤمن أن يبيح الله بكل كيانه: بجسمه ونفسه وروحه وعقله، فيصير أشبه بقيثارة ذات أوتار متنوعة يعزف عليها روح الله القدوس سيمفونية حب سماوية فكل حياتنا حتى النفس الأخير! وكما يقول المرتل: “أغني للرب في حياتي، أرنم لإلهي ما دمت موجودا.” (مز 104: ۳۳)
يقول مار يعقوب السروجي:
يا رب لن أتوقف عن تسبيحك، حتى بعد وفاتي
من يحيا لك وبك لا يموت؛ ولا يقو صمت الموت على إسكاته.
البشر مخلوقون ليسبحوا كثيرا، ولعلهم يذكرون التسبيح كل يوم بفيض!…
فم الإنسان متقن، كأنما لتسبيح الرب، ومن يتوقف عن التسبيح يصير ناكرا للجميل).
ولهذا لك الفم لسبح به وتشکر به وتهلل به وتبارك به.
يا ابن الله ليكن لك فمي مبخرة الألحان، وبدل البخور اقبل التسبيح من الضعيف..
لتكن ميامر إيمانك ذبيحة سلامية، فاقبلها في بيت المغفرة كالقربان (مز ۵۱: ۱۸-۲۱).
ليكرمك لساني بالتراتيل بدل الذبائح، وليذبح لك كل شكر بكل الألحان.
أنت فاتح الأفواه المغلقة لتتكلم، من يقدر أن يفتح فمه بدونك؟ مرة حتى الأتان تكلمت (عد ۲۲: ۳۰ – ۲۲ )، ليعرف كل أحډ بأنه يسهل عليك أن تعطي النطق حتى للبهيمة.