اعتادت الكنيسة في معالجتها للأمور أن تقوم الجوانب الإيجابية قبل مهاجمتها، فتحك على الحب قبل مهاجمتها للكراهية والحقد والحسد. وإذ نشأت المجتمع الكنسي حثت على حياة الشركة والعطاء بسخاء ولم تهاجم حق الإنسان في الملكية خاصة. اهتمت بطريقة استخدام المؤمنين للممتلكات فيما هو البنيان الجماعة وسعادة الأفراد في الرب.
يرى القديس أمبروسيوس أن كل شيء خلق للاستخدام العام، ويحق لكل شخص أن يتمتع بخيرات الأرض. وأن الملكية الخاصة تخلق عدم مساواة”.
في نظر القديس أغسطينوس، الإنسان التقي يميز بين استخدام الشيء والتلذذ به. فيستخدم ما يلزم استخدامه، ويتمتع بما يلزم التمتع به، دون الخلط بينهما، إذ يقول:
أن نتمتع بأي شيء يعني أن نلتصق به بقوة لأجل الشيء في ذاته. وأما أن نستخدم شيئا فهو أن نوظف ما نناله، لنحصل على ما نحتاج إليه، بشرط أن يكون من اللائق بنا أن نحتاجه.
لا تظن أن الفضة أو الذهب يجب أن يلاما بسبب الجشعين، ولا الطعام والخمر بسبب النهمين والسكارى، ولا الجمال النسائي بسبب الزناة والفاسقين. وهكذا في كل الأمور الأخرى، خاصة حينما ترى طبيبا يستخدم نارا بطريقة صالحة بينما قاتل يستخدم خبرا به سم لتنفيذ جريمته.
إذ فقد أيوب كل غناه وبلغ إلى أقصى الفقر، احتفظ بنفسه غير مضطربة، مركزًا على الله ليظهر أن الأمور الأرضية ليست بذات قيمة في عينيه، بل كان هو أعظم منها، والله أعظم منه. فلو أن أناس أيامنا هذه لهم ذات الفكر، لما كنا قد منعنا بإصرار في العهد الجديد من امتلاك هذه الأشياء لكي ما نبلغ الكمال. لأن امتلاكنا مثل هذه الأشياء دون التعلق بها لشيء جدير بالثناء أكثر من عدم امتلاكها نهائيا.
يرى القديس أغسطينوس أنه يليق بنا أن نستخدم ما لدينا ولا ندعها تستخدمنا، أو كما يقول: “إمتلك الزمنيات ولا تدعها تمتلكك.” فمن كلماته في هذا الأمر: يوجد في الكنيسة الجامعة عدد ضخم من المؤمنين لا يستخدمون الخيرات الدنيوية، ويوجد آخرون يستخدمونها وكأنهم لا يستخدمونها، كما قال الرسول (1 کو 7: ۳۱). هذا ظهر عندما ألزم المسيحيون على عبادة الأوثان في وقت ما، فكم من أثرياء وأصحاب بيوت وتجار وجنود، وكم من قادة مدنيين وأشراف، من كلا الجنسين تعبوا من أجل الإيمان والتقوى، تخلوا عن كل تلك الخيرات الباطلة الزمنية التي كانوا يستخدمونها، ولكنهم لم يستعبدوا الها. بهذا أثبتوا لغير المؤمنين أنهم امتلكوا هذه الأشياء دون أن تمتلكهم. كما يقول : (أية راحة يمكن لهذه الممتلكات) أن تجلبها، عندما يكون من الأفضل ألا نحتاج إليها من ألا نتمسك بها؟ وعندما يقربنا الاشتياق الشديد لامتلاكها بل ويكون العذاب أعظم من الخوف بأن نفقدها بعد أن نمتلكها؟ ليس بمثل هذه الممتلكات يصير الناس صالحين، وإنما بعدما يصيرون صالحين يجعلون هذه الأشياء صالحة باستخدامها بطريقة صالحة. لذلك لا توجد راحة صادقة في هذه الأشياء، بل بالأحرى توجد الراحة حيث توجد الحياة الحقيقية. وسعادة الإنسان تأتي بالضرورة من ذات مصدر صلاحه.] على الرغم من امتلاك (بعض) المسيحيين الأغنياء ثروات، لكنها لا تمتلكهم، لأنهم بالحق تخلوا عن العالم في قلوبهم، ولا يلقون رجاء هم على مثل هذه الممتلكات. إنهم يستخدمون نظاما سليما في تدريب زوجاتهم وأبنائهم وكل أهل بيوتهم أن يتمسكوا بالدين المسيحي؛ تفيض بيوتهم بكرم الضيافة… ويقمون خبرا للجائعين، ويكسون العرايا، ويفتدون الأسري، مدخرين لأنفسهم أساسا حسنا للمستقبل لكي يتمسكوا بالحياة الأبدية (1 تي 4: 19).
إن أردنا أن نرجع إلى بلدنا الأصلي حيث توجد سعادتنا، يلزمنا أن نستخدم هذا العالم، لا أن نتمتع به، لكي ما نرى “أمور الله غير المنظورة مدركة بالمصنوعات” (رو 1: ۲۰). بمعنی أننا ندرك الأبدي الروحي من خلال ما هو جسدي وقتي.
القمص تادرس يعقوب ملطي
اعتادت الكنيسة في معالجتها للأمور أن تقوم الجوانب الإيجابية قبل مهاجمتها، فتحك على الحب قبل مهاجمتها للكراهية والحقد والحسد. وإذ نشأت المجتمع الكنسي حثت على حياة الشركة والعطاء بسخاء ولم تهاجم حق الإنسان في الملكية خاصة. اهتمت بطريقة استخدام المؤمنين للممتلكات فيما هو البنيان الجماعة وسعادة الأفراد في الرب.
يرى القديس أمبروسيوس أن كل شيء خلق للاستخدام العام، ويحق لكل شخص أن يتمتع بخيرات الأرض. وأن الملكية الخاصة تخلق عدم مساواة”.
في نظر القديس أغسطينوس، الإنسان التقي يميز بين استخدام الشيء والتلذذ به. فيستخدم ما يلزم استخدامه، ويتمتع بما يلزم التمتع به، دون الخلط بينهما، إذ يقول:
أن نتمتع بأي شيء يعني أن نلتصق به بقوة لأجل الشيء في ذاته. وأما أن نستخدم شيئا فهو أن نوظف ما نناله، لنحصل على ما نحتاج إليه، بشرط أن يكون من اللائق بنا أن نحتاجه.
لا تظن أن الفضة أو الذهب يجب أن يلاما بسبب الجشعين، ولا الطعام والخمر بسبب النهمين والسكارى، ولا الجمال النسائي بسبب الزناة والفاسقين. وهكذا في كل الأمور الأخرى، خاصة حينما ترى طبيبا يستخدم نارا بطريقة صالحة بينما قاتل يستخدم خبرا به سم لتنفيذ جريمته.
إذ فقد أيوب كل غناه وبلغ إلى أقصى الفقر، احتفظ بنفسه غير مضطربة، مركزًا على الله ليظهر أن الأمور الأرضية ليست بذات قيمة في عينيه، بل كان هو أعظم منها، والله أعظم منه. فلو أن أناس أيامنا هذه لهم ذات الفكر، لما كنا قد منعنا بإصرار في العهد الجديد من امتلاك هذه الأشياء لكي ما نبلغ الكمال. لأن امتلاكنا مثل هذه الأشياء دون التعلق بها لشيء جدير بالثناء أكثر من عدم امتلاكها نهائيا.
يرى القديس أغسطينوس أنه يليق بنا أن نستخدم ما لدينا ولا ندعها تستخدمنا، أو كما يقول: “إمتلك الزمنيات ولا تدعها تمتلكك.” فمن كلماته في هذا الأمر: يوجد في الكنيسة الجامعة عدد ضخم من المؤمنين لا يستخدمون الخيرات الدنيوية، ويوجد آخرون يستخدمونها وكأنهم لا يستخدمونها، كما قال الرسول (1 کو 7: ۳۱). هذا ظهر عندما ألزم المسيحيون على عبادة الأوثان في وقت ما، فكم من أثرياء وأصحاب بيوت وتجار وجنود، وكم من قادة مدنيين وأشراف، من كلا الجنسين تعبوا من أجل الإيمان والتقوى، تخلوا عن كل تلك الخيرات الباطلة الزمنية التي كانوا يستخدمونها، ولكنهم لم يستعبدوا الها. بهذا أثبتوا لغير المؤمنين أنهم امتلكوا هذه الأشياء دون أن تمتلكهم. كما يقول : (أية راحة يمكن لهذه الممتلكات) أن تجلبها، عندما يكون من الأفضل ألا نحتاج إليها من ألا نتمسك بها؟ وعندما يقربنا الاشتياق الشديد لامتلاكها بل ويكون العذاب أعظم من الخوف بأن نفقدها بعد أن نمتلكها؟ ليس بمثل هذه الممتلكات يصير الناس صالحين، وإنما بعدما يصيرون صالحين يجعلون هذه الأشياء صالحة باستخدامها بطريقة صالحة. لذلك لا توجد راحة صادقة في هذه الأشياء، بل بالأحرى توجد الراحة حيث توجد الحياة الحقيقية. وسعادة الإنسان تأتي بالضرورة من ذات مصدر صلاحه.] على الرغم من امتلاك (بعض) المسيحيين الأغنياء ثروات، لكنها لا تمتلكهم، لأنهم بالحق تخلوا عن العالم في قلوبهم، ولا يلقون رجاء هم على مثل هذه الممتلكات. إنهم يستخدمون نظاما سليما في تدريب زوجاتهم وأبنائهم وكل أهل بيوتهم أن يتمسكوا بالدين المسيحي؛ تفيض بيوتهم بكرم الضيافة… ويقمون خبرا للجائعين، ويكسون العرايا، ويفتدون الأسري، مدخرين لأنفسهم أساسا حسنا للمستقبل لكي يتمسكوا بالحياة الأبدية (1 تي 4: 19).
إن أردنا أن نرجع إلى بلدنا الأصلي حيث توجد سعادتنا، يلزمنا أن نستخدم هذا العالم، لا أن نتمتع به، لكي ما نرى “أمور الله غير المنظورة مدركة بالمصنوعات” (رو 1: ۲۰). بمعنی أننا ندرك الأبدي الروحي من خلال ما هو جسدي وقتي.