حرية الإرادة عطية إلهية ثمينة، وفي نفس الوقت التزام أن نحرص على حرية إرادة الخاضعين لنا، سواء كانوا أعضاء في الأسرة أو مرؤوسين لنا في العمل أو خدم. نرد عطية الله لنا في من نلتقي بهم. يرى القديس أغسطينوس أنه حتى في ظل وجود نظام العبيد، يليق بالمؤمن ألا ينخدع بما له من حق إصدار الأوامر لمن هم تحته، خاضعين له. إنما في نوع من الأبوة أو الأمومة يشعر أنه مسئول عن الخاضعين له من كل الجوانب الروحية والمادية والنفسية. وكأن وجود العبد ليس فرصة للراحة على حساب الغير، إنما يتحمل السيد مسؤولية هذا العبد كأخ له، بل يكون السيد خادما لعبده.
يقول القديس أغسطينوس: حتى أولئك الذين يصدرون الأوامر هم خدام لمن يأمرونهم، إذ هم لا يأمرون بدافع شهوة السلطة، بل يلزم الاهتمام بمصالح الآخرين، ليس في كبرياء، بل بمحبة الاعتناء بالغير.] كما يقول: يليق بالإنسان أن يبدأ ببيته، فهذا الجزء الصغير يكون المجتمع المدني، وكل بداية موجهة إلى نهاية من نوعها. وكل جزء يساهم في كمال الكل الذي يكون جزءا منه. بمعنى آخر فإن السلام العائلي يساهم في سلام المدينة. بمعنى أن الانسجام اللائق بين الذين يعيشون معا في منزل فيما يتعلق بإعطاء الأوامر وطاعتها يساهم في الانسجام اللائق فيما يتعلق بالسلطة والطاعة من المواطنين.
ويقول أيضا: يقول القديس بولس عن فليمون: “الذي كنت أشاء أن أمسكه عندي لكي يخدمني عوضا عنك في قيود الإنجيل، ولكن بدون رأيك لم أشاء أن أفعل شيئا، لكي لا يكون خيرك على سبيل الاضطرار بل على سبيل الاختيار”. وجاء في سفر التثنية “انظر قد جعلت اليوم قدامك الحياة والخير، الموت والشر… فاختر الحياة لكي تحيا أنت ونسلك” (تث ۱۵: ۳۰ ، ۱۹).
وأيضا في سفر ابن سيراخ: “هو صنع الإنسان في البدء وتركه في يد اختياره… فإن شئت حفظت الوصايا ووفيت مرضاته. وعرض الى النار والماء فتمد يدك إلى ما شئت” (سي 14 : 15 ، 17). هكذا أيضا نقرأ في سفر إشعياء “إن شئتم وسمعتم تأكلون خير الأرض، وإن أبيتم وتمردتم تؤكلون بالسيف، لأن فم الرب تكلم” (إش 1:۲۰ – ۱۹ )… فإننا لا نبلغ إلى الغاية بغير إرادتنا، ولكن لا نستطيع أن نكمل الغاية ما لم ننل المعونة الإلهية.
القمص تادرس يعقوب ملطي
حرية الإرادة عطية إلهية ثمينة، وفي نفس الوقت التزام أن نحرص على حرية إرادة الخاضعين لنا، سواء كانوا أعضاء في الأسرة أو مرؤوسين لنا في العمل أو خدم. نرد عطية الله لنا في من نلتقي بهم. يرى القديس أغسطينوس أنه حتى في ظل وجود نظام العبيد، يليق بالمؤمن ألا ينخدع بما له من حق إصدار الأوامر لمن هم تحته، خاضعين له. إنما في نوع من الأبوة أو الأمومة يشعر أنه مسئول عن الخاضعين له من كل الجوانب الروحية والمادية والنفسية. وكأن وجود العبد ليس فرصة للراحة على حساب الغير، إنما يتحمل السيد مسؤولية هذا العبد كأخ له، بل يكون السيد خادما لعبده.
يقول القديس أغسطينوس: حتى أولئك الذين يصدرون الأوامر هم خدام لمن يأمرونهم، إذ هم لا يأمرون بدافع شهوة السلطة، بل يلزم الاهتمام بمصالح الآخرين، ليس في كبرياء، بل بمحبة الاعتناء بالغير.] كما يقول: يليق بالإنسان أن يبدأ ببيته، فهذا الجزء الصغير يكون المجتمع المدني، وكل بداية موجهة إلى نهاية من نوعها. وكل جزء يساهم في كمال الكل الذي يكون جزءا منه. بمعنى آخر فإن السلام العائلي يساهم في سلام المدينة. بمعنى أن الانسجام اللائق بين الذين يعيشون معا في منزل فيما يتعلق بإعطاء الأوامر وطاعتها يساهم في الانسجام اللائق فيما يتعلق بالسلطة والطاعة من المواطنين.
ويقول أيضا: يقول القديس بولس عن فليمون: “الذي كنت أشاء أن أمسكه عندي لكي يخدمني عوضا عنك في قيود الإنجيل، ولكن بدون رأيك لم أشاء أن أفعل شيئا، لكي لا يكون خيرك على سبيل الاضطرار بل على سبيل الاختيار”. وجاء في سفر التثنية “انظر قد جعلت اليوم قدامك الحياة والخير، الموت والشر… فاختر الحياة لكي تحيا أنت ونسلك” (تث ۱۵: ۳۰ ، ۱۹).
وأيضا في سفر ابن سيراخ: “هو صنع الإنسان في البدء وتركه في يد اختياره… فإن شئت حفظت الوصايا ووفيت مرضاته. وعرض الى النار والماء فتمد يدك إلى ما شئت” (سي 14 : 15 ، 17). هكذا أيضا نقرأ في سفر إشعياء “إن شئتم وسمعتم تأكلون خير الأرض، وإن أبيتم وتمردتم تؤكلون بالسيف، لأن فم الرب تكلم” (إش 1:۲۰ – ۱۹ )… فإننا لا نبلغ إلى الغاية بغير إرادتنا، ولكن لا نستطيع أن نكمل الغاية ما لم ننل المعونة الإلهية.