هل خرج أسباط بني إسرائيل جميعًا من مصر دفعة واحدة؟
هل نسيت كلمة المرور؟ الرجاء إدخال بريدك الإلكتروني، وسوف تصلك رسالة عليه حتى تستطيع عمل كلمة مرور جديدة.
أول وأكبر موقع للأسئلة والأجوبة المسيحية والذي يخدم جموع الشعب الناطقين باللغة العربية في كل بقاع العالم.
يرى الأب ديفو R. P. De Vaux أن بعض العبرانيين كانوا يعيشون في أرض كنعان ، بينما كان بعضهم الآخر في مصر ، وبالتالي فإن الذين خرجوا من مصر مع موسى ليس كل بني إسرائيل (راجع د0 موريس بوكاي – القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم ص 266)0
ويرى البعض أن بعض أسباط إسرائيل لم تدخل أساساً أرض مصر ، فيقول الخوري بولس الفغالي ” ونتساءل هل كانت القبائل (الأسباط) كلها في مصر في عهد موسى ، أم أن قصة النزوح والمسيرة في الصحراء لا تعني إلاَّ أبناء يوسف (أفرايم ومنسى) وبنيامين؟ .. هناك قبائل من البدو (الأسباط) أخذت تنتقل طلباً للماء أو العشب ، فعاشت إختبار النزوح من مصر أاا اوالحياة في الصحراء ، واللقاء في سيناء قبل أن تدخل القسم الجنوبي من كنعان 0 هذا يعني أن وحدة الشعب لم تكن تامة ناجزة قبل زمن الملوك 0 فالوحدة هي نظرة إلى الأمام ” (1)0
وأيضاً يقول الخوري بولس الفغالي ” ولا ننسى أن عدداً من العشائر كانت تقيم في كنعان ولاسيما في الشمال ، وأنها لم تنزل يوماً إلى مصر .. لاشك في أن كل قبيلة لم تعش هذه الأحداث وكلها لم تنزل إلى مصر وكلها لم تتبع موسى ، وكلها لم تشارك في الدخول إلى كنعان ، وكلها لم يكن لها الإختبار الديني الواحد0 ولكن ما تذكرته عشيرة واحدة على مر التاريخ ، صار شيئاً فشيئاً تذكُّراً للشعب كله ، وفي المستقبل سوف يتحدث الكتاب عن هذا التاريخ وكأن كل الشعب وُلِد من إبراهيم ، كما لو أن كل الشعب كان عبداً يعمل في مشاريع البناء في مصر ، كما لو أن كل الشعب عبر البحر الأحمر ” (2)0
كما يقول الخوري بولس الفغالي أيضاً ” بالإضافة إلى بنيامين الذي أقام في أريحا منذ سنة 1800 ق0م على الأقل ، فقبائل أشير وزبولون ويساكر ونفتالي لم تنزل يوماً إلى مصر ، رغم ما يقوله التقليد (المصدر) الكهنوتي [ يعتقد الفغالي أن موسى لم يكتب التوراة إنما جمعها عزرا من عدة مصادر ] مشدّداً على المسيرة الروحية الواحدة لدى جميع القبائل ” (1)0
ج: 1- من الواضح جداً في الكتاب المقدَّس أن يعقوب نزل إلى مصر مع جميع بنيه بسبب المجاعة التي عمت منطقة الشرق الأوسط ، بل وقد سجل سفر التكوين أسمائهم وأسماء أولادهم ” وهذه أسماء بني إسرائيل الذين جاءوا إلى مصر 0 يعقوب وبنوه بكر يعقوب راوبين .. جميع النفوس ليعقوب التي أتت إلى مصر الخارجة من صلبه .. جميع نفوس بيت يعقوب التي جاءت إلى مصر سبعون ” (تك 46: 8 – 27) وتكرر ذكر الأسماء في سفر الخروج ” وهذه أسماء بني إسرائيل الذين جاءوا إلى مصر مع يعقوب جاء كل إنسان وبيته 0 راوبين وشمعون ولاوي ويهوذا 0 ويساكر وزبولون وبنيامين0 ودان ونفتالي وجاد أشير 0 وكانت جميع نفوس الخارجين من صلب يعقوب سبعين نفساً0 ولكن يوسف كان في مصر ” (خر 1: 1 – 5) ثم وردت أسماء عائلات راوبين وشمعون ولاوي (خر 6: 14 – 27) بل وأيضاً العهد الجديد قد أكد ذات المعنى ، فيقول الشهيد إستفانوس ” فنزل يعقوب إلى مصر ومات هو وأباؤنا .. كان ينمو الشعب ويكثر في مصر ” (أع 7: 15 – 17) فما دام هناك نصوص واضحة قاطعة بهذه الحقيقة فلماذا الإجتهادات التي تضاد روح الكتاب؟!!0
2- شدَّد الكتاب المقدَّس على خروج كل بني إسرائيل من أرض مصر ، حتى أن موسى رفض إقتراح فرعون عندما قال ” أذهبوا أنتم الرجال وأعبدوا الرب ” (خر 10: 11) فلم يوافق على بقاء النساء والأطفال في أرض مصر ، بل عندما طلب فرعون أن يتركوا المواشي قال موسى لفرعون ” فتذهب مواشينا أيضاً معنا 0 لا يبقى ظلف ” (خر 10: 26) فخرج ” نحو ست مئة ألف ماشٍ من الرجال عدا الأولاد ” (خر 12: 37) أي أن العدد الإجمالي كان أكثر من مليوني شخص0
وجاء ذكر جميع الأسباط ، وعدد البالغين عشرين عاماً فصاعداً في كل سبط (عد 1: 20 – 46)0 كما أكد العهد الجديد هذه الحقيقة ” إن أباءنا جميعهم كانوا تحت السحابة وجميعهم إجتازوا في البحر0 وجميعهم أعتمدوا لموسى في السحابة وفي البحر0 وجميعه أكلوا طعاماً واحداً روحياً0 جميعهم شربوا شراباً واحداً روحياً ” (1 كو 10: 1 – 4) فهل بعد كل هذا التأكيد في العهدين ، وهل بعد تكرار ” جميعهم ” خمس مرات في أربع آيات يجرؤ إنسان أن يُكذّب هذا الخبر الصادق ويقول ليس كل بني يعقوب نزلوا إلى مصر ، بل أن ثلثهم بقى في أرض كنعان لم ينزل يوماً إلى مصر؟!0
3- ما هو السند الكتابي الذي أعتمد عليه الخوري بولس الفغالي في قوله أن هناك أربعة أسباط لم تنزل يوماً إلى مصر؟
4- لو تساءل أحد: هل يمكن أن بعض الأسباط تركت أرض مصر في عصر سابق لموسى النبي؟ .. ليس من المنطقي ولا المعقول أن تترك بعض الأسباط أرض جاسان الخصبة التي تزرع طوال العام حيث ماء النيل ، وينسلوا إلى الصحراء الجرداء باحثين عن الكلا والماء 0
5- تارة يقول الخوري بولس الفغالي أن سبط بنيامين كان في مصر (المدخل إلى الكتاب المقدَّس جـ 2 ص 98) وتارة يقول أن سبط بنيامين كان مقيماً في أريحا سنة 1800 ق0م ولم ينزل إلى مصر (في رحاب الكتاب – 1- العهد الأول ص 22) وهكذا تتضارب آراء النُقَّاد ، وربما من ذات الشخص0
6- لو كانت أحداث الخروج قد شملت بعض أسباط بني إسرائيل ، فلماذا لم يوضح الكتاب المقدَّس هذا؟ وهل من أجل أن يكون الخروج ” مسيرة روحية واحدة ” ينسب الخروج لبعض الأسباط التي لم تدخل مصر أساساً؟!!0
(1) المدخل إلى الكتاب المقدَّس جـ 2 ص 68
(2) تعرف إلى العهد القديم مع الآباء والأنبياء ص 55 – 57
(1) في رحاب الكتاب -1- العهد الأول ص 22