هل خلع موسى صفات الزعيم البدوي على يهوه؟
هل نسيت كلمة المرور؟ الرجاء إدخال بريدك الإلكتروني، وسوف تصلك رسالة عليه حتى تستطيع عمل كلمة مرور جديدة.
أول وأكبر موقع للأسئلة والأجوبة المسيحية والذي يخدم جموع الشعب الناطقين باللغة العربية في كل بقاع العالم.
يقول زينون كوسيدوفسكي عن موسى ” فإلهه ليس كائناً غير مرئي، أنه يتمتع بكل خواص إله الحرب المدياني ومذهبه بسيط وساذج تماماً كإدراك الإسرائيليين. إن يهوه التوراتي يذكرنا جداً بنموذج الزعيم البدوي بكل إيجابياته وسلبياته، فهو يسير دائماً على رأس قافلة الإسرائيليين، يعيش في خيمة، يقود المقاتلين أثناء الحرب، يمتلئ غضباً لدرجة أنه يستطيع قتل آلاف الأشخاص إذا عارضوا إرادته. وعدا ذلك فإنه يتمتع بكل شمائل بدو الصحراء، فهو يقاتل ضد فساد الأخلاق بلا رأفة ويطالب الإسرائيليين بحسن الضيافة، وبالعطف على الفقراء، ويحسن معاملة النساء الأسيرات0 وحتى الحيوانات تجد فيه مدافعاً عنها ضد قساوة الناس ” (1).
ج : 1- تجلى الله لموسى في العليقة المشتعلة بالنار، وعرَّفه بنفسه أنه إله آبائه إبراهيم وإسحق ويعقوب، حتى أن موسى غطى وجهه لأنه خاف أن ينظر، فالله هو الإله الشخصي للآباء، ولا يظهر كإله الحرب المدياني أو زعيم القبيلة.
2- كان الله يعلن عن حضوره بصورة إعجازية، فعندما حلَّ على الجبل ” صارت صوت رعود وبروق وسحاب ثقيل على الجبل وصوت بوق شديد جدأ. فارتعد كل الشعب الذي في المحلة .. وكان جبل سيناء كله يدخن من أجل أن الرب نزل عليه بالنار. وصعد دخانه كدخان الآتون وإرتجف كل الجبل جداً ” (خر 19 : 16 – 18) فأين إله الحرب المدياني أو الزعيم القبلي من هذه المهابة التي إرتعد أمامها ليس الإنسان فقط بل الجبل أيضاً ؟!!.
3- في مسيرة الصحراء كان الله هو الإله الحي الذي يعلن في حضوره وسط شعبه بعمود السحاب نهاراً وعمود النار ليلاً، فالله حاضر وسط شعبه دائماً يخلصهم من كل ضيقة بقوة غير محدودة، ويتصدى لكل خطر يهدد شعبه ” فانتقل ملاك الله السائر أمام عسكر إسرائيل وسار وراءهم. وإنتقل عمود السحاب من أمامهم ووقف وراءهم ” (خر 14 : 19).
4- لا يستطيع إنسان أن يطلع على جوهر الله، ولذلك عندما طمع موسى في أن يرى مجده، قال له الله ” لا تقدر أن ترى وجهي لأن الإنسان لا يراني ويعيش ” (خر 33 : 20) فالله غير مرئي في جوهره، بينما زعيم القبيلة إنسان عادي يراه الكل.
5- حلَّ الله غير المحدود في خيمة الإجتماع، ومع هذا فأن الخيمة لم تحده ولم تحيزه، وأيضاً كان مجد الله يظهر بين الكاروبين (الشكيناه) مع أن مجده ملء السموات والأرض، فالله غير محدود بينما أي كائن آخر سواء زعيم قبيلة أو غيره فهو محدود.
(1) ترجمة محمد مخلوف – الأسطورة والحقيقة في القصص التوراتية ص 141