قبيل أحداث الصليب مباشرة عاتب السيد المسيح تلاميذه، قائلا: “إلى الآن لم تطلبوا شيئا باسمي. اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملا” (يو ۲4 : 16 )، ولم يحدد لهم ماذا يطلبون. فمن بين ما يليق بالمؤمن أن يطلب هي دموع التوبة. لا يبخل السيد المسيح على مؤمنيه بهذه العطية الثمينة.
ويرى مار يعقوب السروجي أن المؤمن يطلبها فينالها ليعود فيقدمها لمن وهبه إياها كأثمن تقدمة يعتز ربنا بها.
لا يصعب على سيد الحب أن يعطي طالبيه؛ أعطه سببا قليلا، وخذ منه غنى عظيما… أيها المذنب بالخطايا الدائمة والذنوب التي بلا حصر، كرس لله مياها قليلة، وهو يقبلها. هكذا يطلب من الأغنياء المذنبين: احضروا الدموع، وتعالوا خذوا جميع وثائق العفو عنكم… بكاء قليل هنا، هو رجاء الذي يخطئ، ففي الجحيم لا يجيبك أحد ولو طلبت بولولة… إسأل الغني نقطة ماء صغيرة (لو 16: 24).
لم يأخذ الطلبة لأنه لم يستحقها؛ مع أنه لو سأل هنا بحرا لأخذه بالسؤال؛ هناك تضرع من أجل نقطة ولم يعطوه. قدمت المرأة الزانية دموعها لخالق الأنهار والبحار فقيل عطيتها كتقدمة ثمينة يعتز بها، مقدما المغفرة والتطهير، وخلد الرب ذكرى هذا الدموع كسر إكليلها الأبدي. أما الغني الغبي الذي لم يقدم شيئا، فطلب قطرة ماء يبل بها لسانه ولم تعط له!
يقول مار يعقوب السروجي: من هو ترى المرذول: الغني أم الزانية؟ فلأنها طرحت الدموع، تفاضل هنا ذكرها. أعطت المياه من حدقتيها بمحبة لسيد جميع الأنهار؛ وأخذت التطهير به. ترى لو بكى ذلك الغني كمثل الزانية هنا؛ أما كان يأخذ بفيض حين سأل؟ لو نصب عينيه هنا بالحب إلى العازر؛ لتنعم بالخيرات التي في الملكوت.
القمص تادرس يعقوب ملطي
قبيل أحداث الصليب مباشرة عاتب السيد المسيح تلاميذه، قائلا: “إلى الآن لم تطلبوا شيئا باسمي. اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملا” (يو ۲4 : 16 )، ولم يحدد لهم ماذا يطلبون. فمن بين ما يليق بالمؤمن أن يطلب هي دموع التوبة. لا يبخل السيد المسيح على مؤمنيه بهذه العطية الثمينة.
ويرى مار يعقوب السروجي أن المؤمن يطلبها فينالها ليعود فيقدمها لمن وهبه إياها كأثمن تقدمة يعتز ربنا بها.
لا يصعب على سيد الحب أن يعطي طالبيه؛ أعطه سببا قليلا، وخذ منه غنى عظيما… أيها المذنب بالخطايا الدائمة والذنوب التي بلا حصر، كرس لله مياها قليلة، وهو يقبلها. هكذا يطلب من الأغنياء المذنبين: احضروا الدموع، وتعالوا خذوا جميع وثائق العفو عنكم… بكاء قليل هنا، هو رجاء الذي يخطئ، ففي الجحيم لا يجيبك أحد ولو طلبت بولولة… إسأل الغني نقطة ماء صغيرة (لو 16: 24).
لم يأخذ الطلبة لأنه لم يستحقها؛ مع أنه لو سأل هنا بحرا لأخذه بالسؤال؛ هناك تضرع من أجل نقطة ولم يعطوه. قدمت المرأة الزانية دموعها لخالق الأنهار والبحار فقيل عطيتها كتقدمة ثمينة يعتز بها، مقدما المغفرة والتطهير، وخلد الرب ذكرى هذا الدموع كسر إكليلها الأبدي. أما الغني الغبي الذي لم يقدم شيئا، فطلب قطرة ماء يبل بها لسانه ولم تعط له!
يقول مار يعقوب السروجي: من هو ترى المرذول: الغني أم الزانية؟ فلأنها طرحت الدموع، تفاضل هنا ذكرها. أعطت المياه من حدقتيها بمحبة لسيد جميع الأنهار؛ وأخذت التطهير به. ترى لو بكى ذلك الغني كمثل الزانية هنا؛ أما كان يأخذ بفيض حين سأل؟ لو نصب عينيه هنا بالحب إلى العازر؛ لتنعم بالخيرات التي في الملكوت.