هل ذكرْ فلسطين (خر 15: 14) يدل على أن موسى لم يكتب سفر الخروج، لأن هذه المنطقة لم تُعرف باسم فلسطين إلاَّ في القرن الثاني عشر قبل الميلاد؟ وهل عبارة ” الرب يملك إلى الدهر والأبد” (خر 15: 18) تعبر عن الفكر السائد في المزامير عن ملك الله، وبالتالي فإن هذا الجزء كُتب متأخرًا عن موسى النبي؟
ويقول د. محمد مهـران ” أن سفـر الخروج لـم يذكر إسم فلسطين حين يقول { تأخذ الرعدة سكان فلسطين } ومن المعروف تاريخياً أن كلمة فلسطين هي مشتقة من فلسطيا أو بلستيا نسبة إلى قبائل البلست، ولم تطلق على أرض كنعان هذه إلاَّ بعد عزو شعوب البحر للمنطقة في عهد فرعون مصر العظيم رمسيس الثالث (1182 – 1151 ق.م).. وهكذا يبعد العهد بموسى عن ظهور هذه التسمية، مما يجعلنا نستبعد من وجهة النظر التاريخية أن يكون موسى صاحب هذا السفر ” (1).
(1) تاريخ الشرق الأدنى القديم – تاريخ اليهود ص 254
حلمي القمص يعقوب
1- عن سبب تسمية المنطقة بفلطسين يقول الأرشيدياكون نجيب جرجس ” الحقيقة أن إسم فلسطين يُنسب إلى ” فلشتيم ” من نسل مصرايم بن نوح (تك 10 : 14) ومن المعروف أن الكثير من الشعوب القديمة كانت قبائل رحَّالة، ولابد أن جماعات من نسل فلشتيم إستقرت في هذه الأراضي ردحاً من الزمن ودُعيت الأراضي باسمهم. وهذا لا يمنع من أن اليونانيين أيضاً أعادوا إليها الأسم أو ثبَّتوه عليها بعد إقامة البلست على ساحل البحر في عهد رمسيس الثالث ” (2).
2- بالنسبة لعبارة ” الرب يملك إلى الدهر والأبد ” وإن كانت تعبر عن الفكر السائد في المزامير إلاَّ أنها ليست غريبة عن روح التوراة، فمثلاً عندما طلب بالاق من بلعام أن يلعن له شعب الله، قال الكتاب ” فوافى الرب بلعام ووضع كلاماً في فمه وقال.. لم يبصر إثماً فـي يعقوب. ولا رأى تعباً في إسرائيل. الرب إلهه معه. وهتاف ملك فيه. الله أخرجه من مصر ” (عد 33 : 21) والإشارة واضحة في حضور الله كملك وسط شعبه، ولذلك فإن الشعب يبتهج ويهتف لله الذي أخرجه من مصر وجعله مملكة مقدَّسة وشعباً مقدَّساً كقول الوحي الإلهي ” لأنك شعب مقدَّس للرب إلهك وقد إختاره الرب لكي تكون له شعباً خاصاً فوق جميع الشعوب الذين على وجه الأرض ” (تث 14 : 2).. ” وجاء في يشورون ملكاً حين إجتمع رؤساء الشعب أسباط إسرائيل معاً ” (تث 33 : 5) ويشورون هو الأسم الشعري لإسرائيل [ راجع أيضاً تث 4 : 20، 7 : 6، 14 : 2، 26 : 18 ].
(2) تفسير الكتاب المقدَّس – سفر الخروج ص 168