يقول سفر المكابيين الثاني (15:39): ” وكما أن شرب الخمر وحدها أو شرب الماء وحده مضر، وإنما تطيب الخمر ممزوجة بالماء وتعطي لذة وطربا “
أذا أتفقنا جميعا أن شرب الخمر مضر فهل يكون الماء بأي حالة من الاحوال او حتي أذا خفف الخمر بالماء سيكون غير مضر
جورج ریاض – هل الماء هو الخيار الأفضل دائماً في الأيام الحارة ؟
في الطقس الحـار يكون خطر الإصـابة بالجـفـاف أكـبـر، لكن هل الماء دائمـا هو أول شيء يجب أن تبحث عنه؟ يشكل الماء أكثر من نصف وزن الجسم. للحفاظ على الكمية من الماء في أجسامنا، ينصح خبراء التغذية بشرب ستة إلى ثمـانيـة أكـواب مـن السـوائل يوميا. فالماء هو أصح مشروب يمكننا الوصول إليه – بدون سكر ولا سعرات حرارية ـ ولكن هل هو دائماً أفضل طريقة لإعادة الترطيب في الأيام الحارة؟ الجـواب هو، إنه بالرغم من أن الماء يبـدو كـافـيـاً لمعظم الناس في معظم الأوقات، لكن أفضل طريقة للترطيب تعتمد على من أنت وأين أنت وماذا تفعل. يقـول رون موجان أستاذ في كلية الطب بجامعة سانت أندروز ببريطانيا: “قد تختلف احتياجات الشخص النشط بدنياً الذي يـعـمـل فـي الـهـواء الطلق في يـوم حـار عن الشخص الذي يعيش في منزل مكيف، والذي يقود سيارة مكيفة إلى مكتب مكيف.” الجـواب الواضح هو أن الشخص النشط
سيحتاج إلى شرب المزيد من السوائل أكثر من الشخص الخامل، وعندما نتعرق، نفـقـد الماء والملح، لذلك نحـتـاج إلى اسـتـبـدالـهـمـا. إذا اسـتـهلكنا الكثير من أي منهـمـا، فسيتخذ الجـسم خطوات لموازنة الأشـيـاء باسـتـخـدام التناضح، وهي عملية تمرير الماء عبر أغشية الخلايا. يضيف موجان: «استبدال السوائل المفقودة بالماء العـادي يعني أن الجـسـم يـحـتـوى على الكثير من الماء وليس هناك ما يكفي من الملح، لذلك حـتى يتم التخلص من الأشياء، فـإنه سيتخلص من الماء عن طريق إنتاج البول». لهـذا السـبب، يمكن أن يكون اللبن أكـثـر فاعلية من شرب الماء. فيقول موجان إن الحليب يحتوى بشكل طبيعي على الملح واللاكتوز، وهو سكر نحتاج إليه بكميات صغيرة للمساعدة في
تحفيز امتصاص الماء في الأمعاء. مـاء جـوز الهند فـعـال أيضاً، حيث يـحـتـوى على الملح والبوتاسيوم والكربوهيدرات. ويحـتـوى أيضاً على إلكتروليتات ـ معادن أساسية الموجودة في الدم والعرق والبول – ومغذيات كبيرة يمتصها الجـسـم. يؤدى هذا إلى إبطاء الوقت الذي يستغرقه الماء المرتبط بهذه الجزيئات للسـفـر عبر المعدة والأمعاء الدقيقة، مما يسمح للجسم
بامـتـصـاص السـوائل والاحـتـفـاظ بها بشكل أفضل.
تشير الأدلة إلى أن المشـروبات الرياضية التي تحـتـوى على إلكتـروليتات ـ والتي تشمل الصوديوم والبوتاسيوم والمغنسيوم والكالسيوم ـ يمكن أن تكون أفضل في ترطيبات من الماء. وكـمـا يـقـول أوين جـيـفـريز، المحـاضـر في علم وظائف الأعضاء الرياضية والتمارين الرياضية في جـامـعة نيوكاسل “المشروبات المصـمـمـة لاسـتـهـداف هذه الآليات الفسيولوجـيـة تبطئ انتقال السائل عبر الأمعاء الدقيقة حيث يعاد امتصاصه في الجسم.”
ويفقد الرياضيون كميات كبيرة من العرق علـى مـدى فـتـرات طويلة من الزمن، لذلك من المهم بالنسبة لهم تعويض الإلكتروليتات التي يفقدونها.
ويقول ديفيد نيمان، أستاذ علم الأحياء في جامعة ولاية أبالاتشيان بولاية نورث كارولينا الأمـريـكيـة، إن الشـخص الـعـادى، مع نظام التمرين العادي، لا يفقد الكثير من الماء لدرجة أنه يحتاج إلى مشروبات رياضية. ويضيف إن تناول كوب من الماء وقطعة من الفاكهة قبل الجرى سيفي بالغرض، حيث وجد أن تناول الـفـاكـهـة أثناء التـمـرين يسـاعـد على التعافي.
وتقول جابربیلا مونتينيجو، باحثة التغذية في مـركـز الدراسـات الحـسـيـة والضـعف والشيخوخة والتمثيل الغذائي في جواتيمالا. إن الأطفـال الذين يسـتـهلكون الـفـاكـهـة والخضروات بانتظام يتمتعون بترطيب أفضل. وهناك طريقة أخرى للبقاء على قمة ترطيبنا وهي شرب الشاي والقهـوة. يقلق بعض الناس من أن المشروبات المحتوية على الكافيين تسبب الجـفـاف لنا، ولكن هذا صـحـيـح فـقط عنـدمـا نشـرب جـرعـات كبيرة من الكافيين مع عـدم وجود كمية كافية من الماء. وهناك المشروبات التي تحتوى على الكافيين تجـعل الجـسم ينتج المزيد من البـول، لكنـهـا تحتوى أيضاً على الماء، والذي عادة ما يعوض عن الكافيين السائل الذي يجعلك تخسـر في بعض الأحـيـان، حـتى الجـرعـات الـعـاليـة من الكافيين لا تؤدى إلى الجفاف ـ إذا كان الشاى معتاداً على ذلك مَن يشربون الكافيين بانتظام هم أقل عرضة للتأثير المدر للبول للكافيين.(1)
——————-
مجلة وطني – نسخة إليكترونية بتاريخ 8 / 8 / 2021 م.