هل طرد المصريون بني إسرائيل من مصر (خر 11: 1، 12: 37 – 38) أم أنهم كانوا متمسكين بهم، ولم يطلقونهم إلاَّ بعد عشر ضربات؟
يقول الأستاذ علاء أبو بكر ” وهذا من الأخطاء التاريخية والكتابية الكبيرة، فلم يُطرد بنو إسرائيل من مصر كما يقول الكتاب، فرغم كل ما أصاب فرعون من عجائب الرب وآياته، كان يرفض خروجهم، ولكنه أذن لهم بعد أن ضرب الله أبكار مصر أن يخرجوا لعبادة إلههم ” (البهريز جـ 1 س327).
ويقول الأستاذ محمد قاسم ” ذُكر من قبل أن فرعون رغم ما أصابه من عجائب الرب وآياته كان يرفض خروجهم، وأنه بعد أن ضرب الرب أبكار مصر أذن لهم أن يخرجوا لعبادة إلههم وأن يباركوه، فكيف يُقال هنا أنهم طُردوا ” (1).
(1) التناقض في تواريخ وأحداث التوراة ص 14.
حلمي القمص يعقوب
1- في البداية رفض فرعون خروج بني إسرائي من مصر رفضاً باتاً لأنهم كانوا يمثلون ثروة قومية للبلاد، فيسخرونهم في العمل بلا مقابل، وعندما بدأوا يطالبون بالخروج للبرية لعبادة إلههم أثقل فرعون عليهم السخرة، فطالبهم بنفس كم العمل دون أن يعطيهم التبن اللازم للعمل، ومع توالي الضربات أخذ فرعون يساوم في أمر خروجهم، فتارة يطلب منهم بقاء النساء والأطفال، وتارة يطالبهم ببقاء مقتنياتهم وذلك ليضمن عودتهم، ولكن الله كان مصراً على هذا الخروج بلا شرط، وأخبر موسى أن الضربات ستتوالى لقلب فرعون حتى أنه سيطلب منهم الخروج، بل سيسرع بطردهم لئلا يموت مع بقية شعبه بعد موت الأبكار ” ثم قال الرب لموسى ضربة واحدة أيضاً أجلبت على فرعون وعلى مصر بعد ذلك يطلقكم من هنا. وعندما يطلقكم يطردكم طرداً من هنا بالتمام ” (خر 11 : 1) وتحقق القول حتى ” ألحَّ المصريون على الشعب ليطلقوهم عاجلاً من الأرض. لأنهم قالوا جميعنا أموات ” (خر 12 : 33) وحمل بنو إسرائيل العجين معهم ” لأنهم طُردوا من مصر ” (خر 12 : 39).
2- يقول أحد الآباء الرهبان بدير مار مينا العامر ” بعد أن ضرب الرب كل بكر من أرض مصر، فإن فرعون ” دعا موسى وهرون ليلاً وقال قوموا أخرجوا من بين شعبي.. خذوا غنمكم أيضاً وبقركم.. وألح المصريون على الشعب ليطلقوهم عاجلاً من الأرض ” (خر 12 : 31 – 22) وأليس في هذه الكلمات معنى الطرد؟! ” [ من إجابات أسئلة سفر الخروج ].