1- قاد موسى شعبه من مصر وله من العمر ثمانين عاماً في رحلة طويلة إلى أطراف أراضي كنعان، أستغرقت أربعون عاماً، كتب خلالها التوراة، وفي الإصحاح الأخير من سفر التثنية سجل يشوع بن نون تلميذ موسى موت موسى منفرداً على قمة جبل نبو بحسبما أخبره الرب ” وكلم الرب موسى.. أصعد إلى جبل عباريم هذا جبل نبو.. ومُتْ في الجبل الذي تصعد إليه وانضم إلى قومك ” (تث 32 : 48 – 50) وفعلاً ” صعد موسى من عربات موآب إلى جبل نبو.. فمات هناك موسى عبد الرب في أرض موآب حسب قول الرب.. ودفنه في الجواء في أرض موآب مقابل بيت فغور ولم يعرف إنسان قبره إلى هذا اليوم ” (تث 34 : 1 – 6) ولا يوجد في الكتاب المقدَّس كله أي إشارة إلى أن موسى النبي عاد إلى مصر بعد خروجه منها.

2- القول بعودة موسى إلى مصر وحكمه لها ثلاثة عشر عاماً لا نجد له أي دليل تاريخي ولا أثري، ولكن ربما يكون مصدر هذا الرأي التراث الإسلامي، حيث يقول الدكتور محمد حجازي السقا أن موسى عاد بعد غرق فرعون وحكم مصر 13 سنة، فالغى تعدد الآلهة وبنى المساجد لله الواحد، ثم عين والياً ورحل إلى صحراء سيناء، وعندما نزلت عليه التوراة أرسل نسخة للوالي الذي تركه فـي مصر، وجاء في القرآن ” وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءاً لقومكما بمصر بيوتاً واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين ” فقال الدكتور السقا أن معنى التبوء أي الملك، والمراد بالبيوت أي الملك على مدن مصر (راجع نقد التوراة ص 373، 374) وجاء في تفسير المنار للسيد رشيد رضا جـ 9 ” جاء في كتاب الأصـول البشريـة ص 88 لمؤلفه ” لينج ” أن ” يوسيفوس ” – المؤرخ اليهودي الشهير – نقل عن ” مانيثو ” هذه الرواية المصرية القديمة التي ملخصها : ” أن موسى بعد أن هزم فرعون مصر – الذي فرَّ إلى بلاد الحبشة – حكم مصر ثلاثة عشرة سنة، وبعد ذلك عاد إليه فرعون هو وإبنه، ومعهما جيش عظيم فقهروه، وأخرجوه منها إلى بلاد الشمام ” (1).

(1) نقد التوراة ص 276