هل قولنا عن عقيدة التثليث والتوحيد أنها سرّ يعني غموضها أمام العقول؟
هل نسيت كلمة المرور؟ الرجاء إدخال بريدك الإلكتروني، وسوف تصلك رسالة عليه حتى تستطيع عمل كلمة مرور جديدة.
أول وأكبر موقع للأسئلة والأجوبة المسيحية والذي يخدم جموع الشعب الناطقين باللغة العربية في كل بقاع العالم.
نحن لا نقصد بكلمة سرُّ هو ما يحير الأذهان ويخفى عن العقول، وما هو غامض ولغز بلا حل، ولكننا نقصد ما هو مخفي عن الأذهان الجسدية، وهو في نفس الوقت مكشوف لأبناء النور، فالله سرُّ لأنه ” ساكنًا في نور لا يُدنى منه “(1تي 6: 16)، وهو يكشف سره لخائفيه “سرُّ الرب لخائفيه وعهده لتعليمهم “(مز 25: 14).
فالمقصود بدعوة عقيدة التثليث والتوحيد بسرّ التثليث والتوحيد هو إظهار احتياج الإنسان للمعونة الإلهية لقبول هذه العقيدة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وبدون هذه المعونة يظل العقل البشري عاجزًا عن قبول هذه العقيدة، ولهذا قال الرب يسوع لتلاميذه الأطهار: أُعطي لكم أن تعرفوا سرّ ملكوت السموات (مر 4: 11) وفي موقف آخر قال: ” أحمدك أيها الآب، ربّ السماء والأرض، لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال. نعم أيها الآب، لأن هكذا صارت المسرَّة أمامك. والتفت إلى تلاميذه وقال: كلُّ شيء قد دُفع إلىَّ من أبي. وليس أحد يعرف من هو الابن إلاَّ الآب، ولا من هو الآب إلاَّ الابن، ومن أراد الابن أن يعلن له “(لو 10: 21، 22) فهو إذًا سرُّ يعلنه الابن لنا عن طريق روحه القدوس، لأن الروح القدس الساكن فينا هو الذي يُنير عقولنا لنقبل ونفهم الأمور الإلهية العالية التي يصعب على العقل الطبيعي قبولها، وقال معلمنا بولس الرسول عن الرب يسوع: “إذ عرَّفنا بسر مشيئته، حسب مسرَّته “(أف1: 9).