هل كتب حزقيال النبي سفر اللاويين بعد مرحلة السبي، ولذلك تشابه السفر مع سفر حزقيال في أمور عديدة (مثل تشابه لا 10: 8 – 10، 21: 1 – 3، 22: 1 – 8 مع حز 44: 21 – 25)؟ وهل ميَّز سفر اللاويين بين الكهنة واللاويين، وهذا التمييز لم يكن معروفًا إلاَّ في زمن حزقيال النبي؟
حلمي القمص يعقوب
1- سبق الإجابة على هذا التساؤل. راجع: ما هي الأدلة التي أستشهد بها النقاد في نسبة سفر اللاويين لحزقيال النبي؟
2- سبب التشابه بين سفري اللاويين وحزقيال، ليس لأن الكاتب واحد، ولكن يرجع إلى أن حزقيال النبي عندما كتب سفره وقت السبي كانت تحت يده التوراة، فاقتبس من سفر اللاويين الذي سبق وكتبه موسى النبي منذ نحو ألف عام قد مضى. كما أن التمييز بين الكهنة واللاويين كان معروفاً منذ أيام موسى النبي، فممارسة الكهنوت كان قاصراً على هرون ونسله (خر 40 : 12 – 15) أما اللاويين فقد وكل لهم موسى النبي خدمة المسكن (عد 1 : 50، 51) وأيضاً كان اللاويون يخدمون الكهنة (عد 3 : 5 – 10) وعندما تجرأ قورح علـى عمـل الكهنوت وهو لاوي فقط تعرَّض للعقوبة الشديدة (عد 16 : 1 – 11، خر 16 : 35).
3- أصدر ” أومبروتو كاسيتو ” كتابه ” الفرضية الوثائقية ” حيث ناقش في ستة فصول أهم خمسة دعائم ساقها النقاد لإثبات أن موسى لم يكتب التوراة وفي الفصل الختامي كتب ” كاسيتو ” يقول ” أنني لم أُثبت أن هذه الدعائم ضعيفة أو أي واحدة منها لا تقدم السند الكافي، ولكنني أيقنت أنها ليست دعائم على الإطلاق، وليس لها وجود، وأنها كلهـا من صنـع الخيال، وفي ظل ما سبق أصل إلى خلاصتي النهائية أن الفرضية الوثائقية (التـي تنفـي نسبـة التوراة لموسى النبي) باطلة وعديمة الجدوى ” (Cassuto, DH, 100-1) (1).
والعالِم اليهودي ” م. هـ. سيجال ” بعد أن ناقش نظرية ” الفرضية الوثائقية ” التي تفترض أن التوراة جمعت من عدة مصادر وأن موسى لم يكتبها، كتب يقول ” هذه النظرية معقدة وظاهرية وغير سوية، وهي تقوم على مزاعم لم يثبت صحتهأ. كما تستخدم معايير زائفة لتقسيم النص إلى وثائق متعددة.. وحتى بقراءة عاجلة للتوراة تكون كافية لإظهار أن الأحداث المدونة فيه مرتبة بترتيب منطقي، وأن ثمة خطة تجمع أجزاءها المتنوعـة، وأن هناك هـدف يوحـد كـل مضامينهـا، وأن هذه الخطة وهـذا الهـدف يتحققـان فـي نهايـة التوراة، والتي هي أيضاً نهاية عصر موسى ” (Segal, PCA, 22) (2).
(1) أورده جوش مكدويل – برهان يتطلب قراراً ص 468
(2) المرجع السابق ص 469