يقول القديس كيرلس الأورشليمي: الست وحدك صانع الشر، بل يوجد من يدفعك إليه بعنف. إنه الشيطان الذي يقترح عليك الشر دون أن تكون له سيادة إلزامية على من يقبله. لذلك يقول المنير: “إن صعدت عليك روح المتسلط فلا تترك مكانك” (جا ۱۰: 4). أغلق بابك واطرده بعيدا عنك، فلا يصنع بك سوءا، أما إن قبلت فكر الشهوة بغير مبالاة، فستتغلغل جذوره فيك، وتفتن ذهنك بحيله، ويهوي بك في هاوية الشرور. قد تقول: أنا مؤمن، لا تقدر الشهوة أن تصعد إلي حتى وإن فكرت فيها كثيرا! أما تعلم أن جذع الشجرة بالمقاومة المستمرة يستطيع أن يحطم حتى الصخرة؟! فلا تسمح للبذرة أن توجد فيك حتى لا تمزق إيمانك وتحطمه. اقتلع الشر بجذره قبلما يزهر، لئلا بإهمالك في البداية تحتاج بعد ذلك إلى فؤوس ونار. عالج عينيك في الوقت المناسب عندما يلتهبان، لئلا تصير أعمى، وتحتاج إلى طبيب!
حتى الشيطان لم تلزمه طبيعته على السقوط في الشر، يقول القديس كيرلس الأورشليمي: إذعي إبليس” بسبب أضاليله. كان خادم الله الصالح، وقد صار مدعوا شيطانا بحق، لأن كلمة “شيطان” معناها “خصم”. هذا التعليم ليس من عندي، بل هو تعليم حزقيال النبي الموحى به، إذ رفع مرثاة عليه قائلا: “كنت خاتم صورة الله، وتاج البهاء، ولدت في الفردوس” (راجع حز ۲۸: ۱۲-۱۷).
يعود فيقول بعد قليل: “عشت بلا عيب في طرقك من يوم خلقت حتى وجد فيك إثم”. إنه بحق يقول: “حتى وجد فيك إثم”، إذ لم يجلب عليه من الخارج، بل هو جلبه لنفسه. وللتو أشار إلى السبب قائلا: “قد ارتفع قلبك لجمالك بسبب كثرة خطاياك، طعنت فطرحت على الأرض”. هذا القول يق مع قول الرب في الإنجيل: “رأيت الشيطان ساقطا مثل البرق من السماء” (لو ۱۰: ۱۸).
ها أنت ترى اتفاق العهدين القديم والجديد! عندما طرد سحب معه كثيرين، إذ يبث الشهوات فيمن ينصتون إليه. منه تنبع الدعارة والزنا وكل أنواع الشر. خلاله طرد أبونا بسبب العصيان، وتحول عن الفردوس ذي الثمر العجيب إلى الأرض المنبتة شوكا.
القمص تادرس يعقوب ملطي
يقول القديس كيرلس الأورشليمي: الست وحدك صانع الشر، بل يوجد من يدفعك إليه بعنف. إنه الشيطان الذي يقترح عليك الشر دون أن تكون له سيادة إلزامية على من يقبله. لذلك يقول المنير: “إن صعدت عليك روح المتسلط فلا تترك مكانك” (جا ۱۰: 4). أغلق بابك واطرده بعيدا عنك، فلا يصنع بك سوءا، أما إن قبلت فكر الشهوة بغير مبالاة، فستتغلغل جذوره فيك، وتفتن ذهنك بحيله، ويهوي بك في هاوية الشرور. قد تقول: أنا مؤمن، لا تقدر الشهوة أن تصعد إلي حتى وإن فكرت فيها كثيرا! أما تعلم أن جذع الشجرة بالمقاومة المستمرة يستطيع أن يحطم حتى الصخرة؟! فلا تسمح للبذرة أن توجد فيك حتى لا تمزق إيمانك وتحطمه. اقتلع الشر بجذره قبلما يزهر، لئلا بإهمالك في البداية تحتاج بعد ذلك إلى فؤوس ونار. عالج عينيك في الوقت المناسب عندما يلتهبان، لئلا تصير أعمى، وتحتاج إلى طبيب!
حتى الشيطان لم تلزمه طبيعته على السقوط في الشر، يقول القديس كيرلس الأورشليمي: إذعي إبليس” بسبب أضاليله. كان خادم الله الصالح، وقد صار مدعوا شيطانا بحق، لأن كلمة “شيطان” معناها “خصم”. هذا التعليم ليس من عندي، بل هو تعليم حزقيال النبي الموحى به، إذ رفع مرثاة عليه قائلا: “كنت خاتم صورة الله، وتاج البهاء، ولدت في الفردوس” (راجع حز ۲۸: ۱۲-۱۷).
يعود فيقول بعد قليل: “عشت بلا عيب في طرقك من يوم خلقت حتى وجد فيك إثم”. إنه بحق يقول: “حتى وجد فيك إثم”، إذ لم يجلب عليه من الخارج، بل هو جلبه لنفسه. وللتو أشار إلى السبب قائلا: “قد ارتفع قلبك لجمالك بسبب كثرة خطاياك، طعنت فطرحت على الأرض”. هذا القول يق مع قول الرب في الإنجيل: “رأيت الشيطان ساقطا مثل البرق من السماء” (لو ۱۰: ۱۸).
ها أنت ترى اتفاق العهدين القديم والجديد! عندما طرد سحب معه كثيرين، إذ يبث الشهوات فيمن ينصتون إليه. منه تنبع الدعارة والزنا وكل أنواع الشر. خلاله طرد أبونا بسبب العصيان، وتحول عن الفردوس ذي الثمر العجيب إلى الأرض المنبتة شوكا.