أولا: الالتجاء إلى الأطفال كي يصرخوا معنا إلى الله. ما أروع أن يشترك أطفالنا حين تقم توبة جماعية كما فعل أهل نينوى.
يقول القديس باسيليوس الكبير: أه، یا لانسجام التوبة! يا له من حزني حكيم وقوي!… أخذوا الأطفال الرضع من أذرع أمهاتهم. وضع الأمهات في موضع، والأطفال في موضع آخر، يدعون بعضهم البعض، ويجيبون بأصوات حزينة. يطلب الرضع الجائعون مصدر لبنهم، بينما تنكس الأمهات بغريزة الأمومة، يصرخن نحو أطفالهن بأصوات مغمومة. يصرخ الرضع الجائعون، فقد أمسكت بهم صرخات استغاثة مرة، أما قلوب الأمهات، فكانت مغبة بآلام العاطفة الطبيعية. لهذا فإن الكلمة الموحى بها حفظت توبتهم نموذجا جامعيا عن كيفية الحياة. حزن الشيوخ بسبب التأديب الذي هدوا به، كانوا في مرارة، وهم في شيبتهم. وينوح الصبيان والصغار بأكثر حرقة. يتنهد الفقراء، بينما نسي الأغنياء راحتهم، وارتدوا المسوح التي تليق بالحزانى. ترك ملك نينوى مجده وسموه متجها نحو الخزي. ترك تاجه، ووضع ترابا على رأسه، ونزع الثوب الملوكي والتحف بالمسوح. ترك مجده العالي المجيد، وزحف على الأرض في مسكنة. ترك الترف الخاص به كملك، لكي يحزن مع الشعب. صار واحدا منهم عندما رأى غضب سيد الكل (يونان 3: 6-۱۰).
ثانيا: الاقتداء بالطوباوي داود، الذي سكب الدموع على سريره (مز 6: 6).
ثالثا: مساندة التوبة بالصوم. يقول القديس باسيليوس الكبير : لو مارست حواء الصوم، وتجنبت الأكل من ثمر هذه الشجرة، ما كنا في حاجة إلى هذا الصوم لأنه “لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى” (مت ۹: ۱۲). فخطيتنا هي التي جلبت علينا المرض. فدعونا إذا تشفى بالتوبة، غير أن التوبة بدون ممارسة الصوم هي باطلة “ملعونة الأرض بسببك. وشوكا وحسكا تنبت لك، وتأكل عشب الحقل” (تك 3: ۱۷-۱۸).
القمص تادرس يعقوب ملطي
أولا: الالتجاء إلى الأطفال كي يصرخوا معنا إلى الله. ما أروع أن يشترك أطفالنا حين تقم توبة جماعية كما فعل أهل نينوى.
يقول القديس باسيليوس الكبير: أه، یا لانسجام التوبة! يا له من حزني حكيم وقوي!… أخذوا الأطفال الرضع من أذرع أمهاتهم. وضع الأمهات في موضع، والأطفال في موضع آخر، يدعون بعضهم البعض، ويجيبون بأصوات حزينة. يطلب الرضع الجائعون مصدر لبنهم، بينما تنكس الأمهات بغريزة الأمومة، يصرخن نحو أطفالهن بأصوات مغمومة. يصرخ الرضع الجائعون، فقد أمسكت بهم صرخات استغاثة مرة، أما قلوب الأمهات، فكانت مغبة بآلام العاطفة الطبيعية. لهذا فإن الكلمة الموحى بها حفظت توبتهم نموذجا جامعيا عن كيفية الحياة. حزن الشيوخ بسبب التأديب الذي هدوا به، كانوا في مرارة، وهم في شيبتهم. وينوح الصبيان والصغار بأكثر حرقة. يتنهد الفقراء، بينما نسي الأغنياء راحتهم، وارتدوا المسوح التي تليق بالحزانى. ترك ملك نينوى مجده وسموه متجها نحو الخزي. ترك تاجه، ووضع ترابا على رأسه، ونزع الثوب الملوكي والتحف بالمسوح. ترك مجده العالي المجيد، وزحف على الأرض في مسكنة. ترك الترف الخاص به كملك، لكي يحزن مع الشعب. صار واحدا منهم عندما رأى غضب سيد الكل (يونان 3: 6-۱۰).
ثانيا: الاقتداء بالطوباوي داود، الذي سكب الدموع على سريره (مز 6: 6).
ثالثا: مساندة التوبة بالصوم. يقول القديس باسيليوس الكبير : لو مارست حواء الصوم، وتجنبت الأكل من ثمر هذه الشجرة، ما كنا في حاجة إلى هذا الصوم لأنه “لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى” (مت ۹: ۱۲). فخطيتنا هي التي جلبت علينا المرض. فدعونا إذا تشفى بالتوبة، غير أن التوبة بدون ممارسة الصوم هي باطلة “ملعونة الأرض بسببك. وشوكا وحسكا تنبت لك، وتأكل عشب الحقل” (تك 3: ۱۷-۱۸).