هل هناك خلاف بين التوراة العبرانية والتوراة اليونانية، بدليل أنه ورد في العبرانية ” كما أمر موسى” (لا 9: 21) فأرجعت الأمر لموسى. أما اليونانية فذكرت ” كما أمر الرب موسى” (لا 9: 21) فأرجعت الأمر لله، وواضح أن موسى غير الله، والله غير موسى؟
أول وأكبر موقع للأسئلة والأجوبة المسيحية والذي يخدم جموع الشعب الناطقين باللغة العربية في كل بقاع العالم.
حلمي القمص يعقوب
لا توجد إلاَّ توراة واحدة، وهي التي كتبها موسى النبي باللغة العبرانية، وما دعاها النُقَّاد بتوراة يونانية هي في الحقيقة الترجمـة اليونانية للتوراة العبرية (الترجمة السبعينية)، وأما عما ذُكر من خلاف، فإن التوراة العبرية جاء فيها ما ترجمته بالعربية ” وأما الصدران والساق اليمنى فردَّدها هرون ترديداً أمام الرب كما أمر موسى ” (لا 9 : 21) وإذا رجعنا للإصحاح قبل السابق نرى أن صاحب الأمر هو الله ” وكلَّم الرب موسى قائلاً كلم بني إسرائيل قائلاً : الذي يقرّب ذبيحة سلامه للرب.. ويكون الصدر لهرون وبنيه والساق اليمنى تعطونها رفيعة للكاهن.. لأن صدر الترديد وساق الرفيعة قد أخذتهما من بني إسرائيل من ذبائح سلامتهم وأعطيتها لهرون الكاهن ولبنيه فريضة دهرية ” (لا 7 : 28 – 34) فالترجمة اليونانية أرجعت الأمر إلى من أصدره أساساً، وهو الرب، بقصد التوضيح، فلا يعد هذا خلافاً في المعنى على الإطلاق، فالقول بأن الله هو الذي أصدر الأمر قول صحيح، والقول بأن موسى هو الذي أصدر الأمر بناء على أمر إلهي لهرون فهذا أيضاً قول صحيح0 كما جاء في موضع آخر من السفر ما يؤيد هذا الرأي حيث قال الله لموسى ” وتضع الجميع في يدي هرون وفي أيدي بنيه وتردّدها ترديداً أمام الرب ” (خر 29 : 24).