يقول مار يعقوب السروجي: (كان الرسل المختارون مهتمين بأن يصدقوا الابن لا أن يعقبوا أو يستفسروا مثل الجسورين. الخبز الذي كسره ودعاه جسده عرفوه جسدا، نعم، وحسبوا بالحقيقة أن دمه كان يقطر.
ويقول القديس كيرلس الأورشليمي: في قانا الجليل حول الماء مرة إلى خمر قريب من الدم. فهل لا يمكن تصديق أنه يقدر أن يحول الخمر دما؟ صنع هذا العمل المدهش بمعجزة عندما دعي إلى عرس دنيوي، وعندما يهب بني الغرس” (مت 1: 15) أن يتمتعوا بجسده ودمه، أفلا نعترف به بالأكثر؟ (تحدث السيد نفسه بوضوح عن الخبز: “هذا هو جسدي” فهل يتجاسر أحد ويشك؟ إن كان هو نفسه ضماننا يقول: “هذا هو دمي”، من يتذبذب ويقول إنه ليس بدمه؟… بثقة كاملة نحن نشترك في جسد المسيح ودمه.
ويقول العلامة أوريجينوس: حتى ما يدعى خبز الرب… ليس الطعام بل ضمير من يأكل بشك يدنس ذاك الذي يأكل، لأن من يشك يدان متى أكل، إذ يأكل بدون إيمان. وليس شيء طاهرا لمن هو دنس وغير مؤمن، وذلك ليس في الشيء نفسه، وإنما بسبب دنسه هو وعدم إيمانه. هكذا ما يتقدس بكلمة الله والصلاة لا يقدس من يستخدمه في طبيعته، لأنه لو كان الأمر كذلك لتقدس حتى ذاك الذي يأكل خبز الرب بدون استحقاق، ولا يصير أحد قط بسبب ذلك ضعيفا أو مريضا وأن ليس قليلون يرقدون. ففي حالة خبز الرب ينتفع به ذاك الذي يستخدمه بعقل غير دنس وضمير طاهر.
ويقول القديس كيرلس الكبير: لم يعرفوا جمال السر، ولا ذلك التدبير البديع جدا الخاص به. إلى جانب ذلك فإنهم قد تناقلوا هذا الأمر مع أنفسهم، كيف يمكن للجسد البشري أن يغرس فينا حياة أبدية، كيف يمكن لشيء من نفس طبيعتنا أن يهب خلودا؟ وإذ يعرف المسيح أفكارهم، لأن كل شيء عريان ومكشوف لعينيه (عب 4: ۱۳)، فإنه يشفي أسقامهم أيضا مرة أخرى، فيقودهم بيده بطرق متنوعة إلى فهم هذه الأمور التي كانوا لا يزالوا يجهلونها بعد… إن كنتم تفترضون أن جسدي لا يستطيع أن يهبكم حياة، فكيف له أن يصعد إلى السماء كطائر؟ لأنه إن كان لا يقدر أن يحيي، لأنه ليس من طبيعته أن يحيي، فكيف سيحلق في الهواء، وكيف يصعد إلى السماء ؟ لأن هذا أيضا مستحيل. لكن ذاك الذي جعل الجسد الأرضي سماويا، فسيجعله واهبا للحياة أيضا حتى إن كانت طبيعته تتحلل، فيما يختص بتكوينه الخاص.
يليق بالأبدي أن يعطي ما هو أبدي، لا أن يعطي تمتقا بطعام وقتي بالكاد يقدر أن يدوم لحظات قليلة… يليق بالذي نزل أن يجعل المشتركين في تناوله أسمى من الموت والاضمحلال.
إن كان بلمسة جسده المقدس وحدها يعطي حياة لجسد تحلل (في إقامة ابنة يايرس لو ۸: 54؛ وإقامة الشاب وحيد أمه لو ۷: ۱۲-۱۶)، فكيف لا ننتفع نحن بأكثر غنى ببركة (التناول) التي نشترك فيها، إذ حين نتذوقها ننال واهب الحياة؟ لأنه سيتحول بالتأكيد إلى خيرنا الذاتي، أي الخلود.
يعطي جسد المسيح حياة لكل من يشترك فيه، لأنه يطرد الموت، حتى يأتي ويدخل إلى أناس مائتين، ويزيل الفساد، إذ أن (جسد الكلمة) ممتلئ بالكامل بالكلمة الذي يبيد الفساد.
لا تشك في أن هذا حق، إذ قال بوضوح: “هذا هو جسدي”، إنما اقبل كلمات مخلصك بإيمان، إذ هو الحق الذي لا يكذب.
دع الذين بسبب حماقتهم يرفضون الإيمان بالمسيح يسمعون هذا:” إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم” (يو ۵۳ : 6 ). في الحقيقة أن كل من يتناول بلا اشتراك ولا تذوق الحياة في القداسة والبركة لا يقبل الرب يسوع خلال هذا السر المقدس. لأنه هو الحياة بالطبيعة بحسب ميلاده من الأب الحي : (يو ۵۷ : 6 ). علاوة على ذلك، جسده المقدس معطى حياة لأنه بطريقة لا يعبر عنها متحد بالكلمة (اللوغوس) الذي ينشئ الحياة في كل الأشياء.
يقول القديس أغسطينوس: قال لهم إنه سيصعد إلى السماء، حتما بكليته. فإن رأيتم ابن الإنسان صاعدا إلى حيث كان أولا”. عندئذ بالتأكيد على الأقل سترون أنه لا يكون ذلك بالطريقة التي تظنون أنه بها يوزع جسده. بالتأكيد عندئذ ستدركون أن نعمته لا تستهلك بالأكل
ويقول: (هو نفسه الخبز النازل من السماء”، الخبز الذي ينعش الناقصين ولا ينقص. خبز يمكن أن يؤكل ولا يمكن أن يتبدد هذا الخبز يشير إليه المن. فقد قيل “أعطاهم خبز السماء، أكل الإنسان خبز الملائكة” (مز ۷۷: ۲۶، ۲۵ LXX). من هو خبز الملائكة إلأ المسيح؟ ولكن لكي يأكل الإنسان خبز الملائكة، صار رب الملائكة إنسانا. فإنه لو لم يصر إنسانًا ما كان له جسده، وإن لم يكن له جسده ما كنا نأكل خبز المذبح. لنسرع إلى الميراث، متطلعين إلى إننا قد قبلنا عربونا عظيما منه. يا إخوتي ليتنا نشتاق إلى حياة المسيح، متطلعين إلى أننا أمسكنا بعربون موت المسيح.
يقول القديس هيلاري أسقف بواتييه: بخصوص صدق الجسد والدم لا يوجد أي مجال للشك. فإنه الآن بإعلان الرب نفسه وإيماننا، هو جسد حقيقي ودم حقيقي. وما يؤكل ويشرب يعبر بنا لكي نكون في المسيح والمسيح فينا.
يقول القديس أمبروسيوس: (السر الذي تتقبلوه هو من عمل كلمة المسيح. إن كانت كلمة إيليا لها القوة لتنزل نارا من السماء (1 مل ۱۸: ۳۸)، ألا تحمل كلمة المسيح قوة أن تغير طبيعة العناصر؟
يقول الأب يوحنا الدمشقي: إن شئلت: كيف يتغير الخبز إلى جسد المسيح، أجيب: الروح القدس يظلل الكاهن، ويعمل في العناصر بنفس الكيفية كما في رحم البتول مريم.
القمص تادرس يعقوب ملطي
يقول مار يعقوب السروجي: (كان الرسل المختارون مهتمين بأن يصدقوا الابن لا أن يعقبوا أو يستفسروا مثل الجسورين. الخبز الذي كسره ودعاه جسده عرفوه جسدا، نعم، وحسبوا بالحقيقة أن دمه كان يقطر.
ويقول القديس كيرلس الأورشليمي: في قانا الجليل حول الماء مرة إلى خمر قريب من الدم. فهل لا يمكن تصديق أنه يقدر أن يحول الخمر دما؟ صنع هذا العمل المدهش بمعجزة عندما دعي إلى عرس دنيوي، وعندما يهب بني الغرس” (مت 1: 15) أن يتمتعوا بجسده ودمه، أفلا نعترف به بالأكثر؟ (تحدث السيد نفسه بوضوح عن الخبز: “هذا هو جسدي” فهل يتجاسر أحد ويشك؟ إن كان هو نفسه ضماننا يقول: “هذا هو دمي”، من يتذبذب ويقول إنه ليس بدمه؟… بثقة كاملة نحن نشترك في جسد المسيح ودمه.
ويقول العلامة أوريجينوس: حتى ما يدعى خبز الرب… ليس الطعام بل ضمير من يأكل بشك يدنس ذاك الذي يأكل، لأن من يشك يدان متى أكل، إذ يأكل بدون إيمان. وليس شيء طاهرا لمن هو دنس وغير مؤمن، وذلك ليس في الشيء نفسه، وإنما بسبب دنسه هو وعدم إيمانه. هكذا ما يتقدس بكلمة الله والصلاة لا يقدس من يستخدمه في طبيعته، لأنه لو كان الأمر كذلك لتقدس حتى ذاك الذي يأكل خبز الرب بدون استحقاق، ولا يصير أحد قط بسبب ذلك ضعيفا أو مريضا وأن ليس قليلون يرقدون. ففي حالة خبز الرب ينتفع به ذاك الذي يستخدمه بعقل غير دنس وضمير طاهر.
ويقول القديس كيرلس الكبير: لم يعرفوا جمال السر، ولا ذلك التدبير البديع جدا الخاص به. إلى جانب ذلك فإنهم قد تناقلوا هذا الأمر مع أنفسهم، كيف يمكن للجسد البشري أن يغرس فينا حياة أبدية، كيف يمكن لشيء من نفس طبيعتنا أن يهب خلودا؟ وإذ يعرف المسيح أفكارهم، لأن كل شيء عريان ومكشوف لعينيه (عب 4: ۱۳)، فإنه يشفي أسقامهم أيضا مرة أخرى، فيقودهم بيده بطرق متنوعة إلى فهم هذه الأمور التي كانوا لا يزالوا يجهلونها بعد… إن كنتم تفترضون أن جسدي لا يستطيع أن يهبكم حياة، فكيف له أن يصعد إلى السماء كطائر؟ لأنه إن كان لا يقدر أن يحيي، لأنه ليس من طبيعته أن يحيي، فكيف سيحلق في الهواء، وكيف يصعد إلى السماء ؟ لأن هذا أيضا مستحيل. لكن ذاك الذي جعل الجسد الأرضي سماويا، فسيجعله واهبا للحياة أيضا حتى إن كانت طبيعته تتحلل، فيما يختص بتكوينه الخاص.
يليق بالأبدي أن يعطي ما هو أبدي، لا أن يعطي تمتقا بطعام وقتي بالكاد يقدر أن يدوم لحظات قليلة… يليق بالذي نزل أن يجعل المشتركين في تناوله أسمى من الموت والاضمحلال.
إن كان بلمسة جسده المقدس وحدها يعطي حياة لجسد تحلل (في إقامة ابنة يايرس لو ۸: 54؛ وإقامة الشاب وحيد أمه لو ۷: ۱۲-۱۶)، فكيف لا ننتفع نحن بأكثر غنى ببركة (التناول) التي نشترك فيها، إذ حين نتذوقها ننال واهب الحياة؟ لأنه سيتحول بالتأكيد إلى خيرنا الذاتي، أي الخلود.
يعطي جسد المسيح حياة لكل من يشترك فيه، لأنه يطرد الموت، حتى يأتي ويدخل إلى أناس مائتين، ويزيل الفساد، إذ أن (جسد الكلمة) ممتلئ بالكامل بالكلمة الذي يبيد الفساد.
لا تشك في أن هذا حق، إذ قال بوضوح: “هذا هو جسدي”، إنما اقبل كلمات مخلصك بإيمان، إذ هو الحق الذي لا يكذب.
دع الذين بسبب حماقتهم يرفضون الإيمان بالمسيح يسمعون هذا:” إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم” (يو ۵۳ : 6 ). في الحقيقة أن كل من يتناول بلا اشتراك ولا تذوق الحياة في القداسة والبركة لا يقبل الرب يسوع خلال هذا السر المقدس. لأنه هو الحياة بالطبيعة بحسب ميلاده من الأب الحي : (يو ۵۷ : 6 ). علاوة على ذلك، جسده المقدس معطى حياة لأنه بطريقة لا يعبر عنها متحد بالكلمة (اللوغوس) الذي ينشئ الحياة في كل الأشياء.
يقول القديس أغسطينوس: قال لهم إنه سيصعد إلى السماء، حتما بكليته. فإن رأيتم ابن الإنسان صاعدا إلى حيث كان أولا”. عندئذ بالتأكيد على الأقل سترون أنه لا يكون ذلك بالطريقة التي تظنون أنه بها يوزع جسده. بالتأكيد عندئذ ستدركون أن نعمته لا تستهلك بالأكل
ويقول: (هو نفسه الخبز النازل من السماء”، الخبز الذي ينعش الناقصين ولا ينقص. خبز يمكن أن يؤكل ولا يمكن أن يتبدد هذا الخبز يشير إليه المن. فقد قيل “أعطاهم خبز السماء، أكل الإنسان خبز الملائكة” (مز ۷۷: ۲۶، ۲۵ LXX). من هو خبز الملائكة إلأ المسيح؟ ولكن لكي يأكل الإنسان خبز الملائكة، صار رب الملائكة إنسانا. فإنه لو لم يصر إنسانًا ما كان له جسده، وإن لم يكن له جسده ما كنا نأكل خبز المذبح. لنسرع إلى الميراث، متطلعين إلى إننا قد قبلنا عربونا عظيما منه. يا إخوتي ليتنا نشتاق إلى حياة المسيح، متطلعين إلى أننا أمسكنا بعربون موت المسيح.
يقول القديس هيلاري أسقف بواتييه: بخصوص صدق الجسد والدم لا يوجد أي مجال للشك. فإنه الآن بإعلان الرب نفسه وإيماننا، هو جسد حقيقي ودم حقيقي. وما يؤكل ويشرب يعبر بنا لكي نكون في المسيح والمسيح فينا.
يقول القديس أمبروسيوس: (السر الذي تتقبلوه هو من عمل كلمة المسيح. إن كانت كلمة إيليا لها القوة لتنزل نارا من السماء (1 مل ۱۸: ۳۸)، ألا تحمل كلمة المسيح قوة أن تغير طبيعة العناصر؟
يقول الأب يوحنا الدمشقي: إن شئلت: كيف يتغير الخبز إلى جسد المسيح، أجيب: الروح القدس يظلل الكاهن، ويعمل في العناصر بنفس الكيفية كما في رحم البتول مريم.