قيل عن إبراهيم إنه “سجد لشعب الأرض، لبني حث” للتعبير عن الشكر (تك ۲۳: ۷، ۱۲؛ ۲۷: ۲۹) بروح التواضع النابع عن شعوره بالتغرب، فبينما يتطلع إليه بنو حث كسيد ورئيس (أمير) من الله بينهم، إذ به يدعو نفسه غريبا ونزيلا عندهم، لا يحتمل بهم وكرمهم، فسجد أمامهم علامة الشعور بالجميل. حقا إن أولاد الله ظاهرون لا بحب السلطة والاعتداد بالذات إنما بروح الحب والوداعة والتواضع. بهذا يتحقق القول: “لا يمكن أن تخفي مدينة قائمة على جبل” (مت 5: 14)، لا جبل التشامخ بل جبل الله، القائمة والمؤسسة على السيد المسيح نفسه واهب التواضع!
وسجد يعقوب ونساؤه وأولاده لأخيه عيسو لاسترضائه وصرف روح الغضب (تك ۳۳: ۳-6). قاد يعقوب الموكب لا بروح التشامخ والعنف بل بروح الاتضاع، إذ كان يسجد لأخيه سبع مرات علامة كمال الخضوع. أما السيد المسيح عريس الكنيسة السماوي ورأسها فقاد موكب النصرة باتضاعه، إذ أخلى ذاتي وأخذ شكل العبد وأطاع حتى الموت موت الصليب (في ۲: 6- ۸)، وهو ابن الله الوحيد الجنس تعلم الطاعة مما تألم به (عب 5: 5). وإذ هو واحد مع أبيه صام وصلى وركع مقتنا الخضوع له باسمنا ولحسابنا فتقبل عبادتنا فيه. وسجد إخوة يوسف له، للاعتذار عما فعلوه معه (تك 37: 10، 42: 6، 43: 26)، وسجد موسى احتراما لحميه يثرون (خر ۱۸: 7). إن كان يثرون قد جاء بقلبه يمجد الله على أعماله الخلاصية، فإن موسى أيضا العظيم في الأنبياء، الذي وهبه كل هذه العجائب لاقى حماه بكل تواضع… “خرج موسى لاستقبال حميه وسجد وقبله” ۷. النبوة لم تعلمه التشامخ على الآخرين بل الاتضاع أمام حمية الكاهن الوثني. ولعله باتضاع كسبه أيضًا للتعرف على أعمال الله. وسجد يشوع لرئيس جند الرب للمهابة والجلال (یش 5: 14).
وسقطت راعوث على وجهها وسجدت إلى الأرض وقالت له: كيف وجدت نعمة في عينيك حتى تنظر إلي وأنا غريبة (را ۲: ۱۰). في اتضاع اعترفت راعوث أنها غريبة ولا تستحق هذا الكرم فتزداد في عيني بوعز جمالا، ويذكر لها أعمالها الفاضلة ليمجدها، قائلا: إنني قد أخبرت بكل ما فعلت بحماتك بعد موت رجلك حتى تركت أباك وأمك وأرض مولدك وسرت إلى شعب لم تعرفيه من قبل” (را ۲: ۱۱). إذ تواضعت أمامه، يذكر لها كيف تركت أباها الأول أي إبليس والأم الأولى أي الحياة الشريرة التي نشأت فيها، تركت أرض مولدها أي محبتها للعالم، وتعلقت بنعمي أي الناموس روحيا وسارت إلى شعب لم تعرفة من قبل أي إلى شركة السمائيين الذين كانوا قبلا غرباء عنها، والآن دخلت معهم في عضويتهم إذ حملت الطبيعة السماوية.
كثيرون سجدوا للملوك والأمراء والحكام وغيرهم تعبيرا عن الاحترام والمهابة والتوقير، أو الاستعطاف (1 أخ ۲۰ : ۲۹ ). فسجد داود أمام شاول الملك بروح التواضع (1 صم ۲4: 8). وسجد يوآب ثم أبشالوم أمام الملك داود (۲ صم 14: ۲۲-۳۳). وسجدت أبيجايل أمامه (۱ صم ۲۵: ۲۳، 41). وسجد أخيمعص أمامه (۲ صم ۱۸: ۲۸) كما سجدت بثشبع أمامه (1 مل ۲: ۱۹). وسجد أدونيا أمام سليمان ليعفو عنه (۱ مل 1: 53). كما سجد سليمان أمام أمه بثشبع توقيرا احتراما (۱ مل ۲: ۱۹). كما سجد لوط للملاكين (تك 19: 1).
القمص تادرس يعقوب ملطي
قيل عن إبراهيم إنه “سجد لشعب الأرض، لبني حث” للتعبير عن الشكر (تك ۲۳: ۷، ۱۲؛ ۲۷: ۲۹) بروح التواضع النابع عن شعوره بالتغرب، فبينما يتطلع إليه بنو حث كسيد ورئيس (أمير) من الله بينهم، إذ به يدعو نفسه غريبا ونزيلا عندهم، لا يحتمل بهم وكرمهم، فسجد أمامهم علامة الشعور بالجميل. حقا إن أولاد الله ظاهرون لا بحب السلطة والاعتداد بالذات إنما بروح الحب والوداعة والتواضع. بهذا يتحقق القول: “لا يمكن أن تخفي مدينة قائمة على جبل” (مت 5: 14)، لا جبل التشامخ بل جبل الله، القائمة والمؤسسة على السيد المسيح نفسه واهب التواضع!
وسجد يعقوب ونساؤه وأولاده لأخيه عيسو لاسترضائه وصرف روح الغضب (تك ۳۳: ۳-6). قاد يعقوب الموكب لا بروح التشامخ والعنف بل بروح الاتضاع، إذ كان يسجد لأخيه سبع مرات علامة كمال الخضوع. أما السيد المسيح عريس الكنيسة السماوي ورأسها فقاد موكب النصرة باتضاعه، إذ أخلى ذاتي وأخذ شكل العبد وأطاع حتى الموت موت الصليب (في ۲: 6- ۸)، وهو ابن الله الوحيد الجنس تعلم الطاعة مما تألم به (عب 5: 5). وإذ هو واحد مع أبيه صام وصلى وركع مقتنا الخضوع له باسمنا ولحسابنا فتقبل عبادتنا فيه. وسجد إخوة يوسف له، للاعتذار عما فعلوه معه (تك 37: 10، 42: 6، 43: 26)، وسجد موسى احتراما لحميه يثرون (خر ۱۸: 7). إن كان يثرون قد جاء بقلبه يمجد الله على أعماله الخلاصية، فإن موسى أيضا العظيم في الأنبياء، الذي وهبه كل هذه العجائب لاقى حماه بكل تواضع… “خرج موسى لاستقبال حميه وسجد وقبله” ۷. النبوة لم تعلمه التشامخ على الآخرين بل الاتضاع أمام حمية الكاهن الوثني. ولعله باتضاع كسبه أيضًا للتعرف على أعمال الله. وسجد يشوع لرئيس جند الرب للمهابة والجلال (یش 5: 14).
وسقطت راعوث على وجهها وسجدت إلى الأرض وقالت له: كيف وجدت نعمة في عينيك حتى تنظر إلي وأنا غريبة (را ۲: ۱۰). في اتضاع اعترفت راعوث أنها غريبة ولا تستحق هذا الكرم فتزداد في عيني بوعز جمالا، ويذكر لها أعمالها الفاضلة ليمجدها، قائلا: إنني قد أخبرت بكل ما فعلت بحماتك بعد موت رجلك حتى تركت أباك وأمك وأرض مولدك وسرت إلى شعب لم تعرفيه من قبل” (را ۲: ۱۱). إذ تواضعت أمامه، يذكر لها كيف تركت أباها الأول أي إبليس والأم الأولى أي الحياة الشريرة التي نشأت فيها، تركت أرض مولدها أي محبتها للعالم، وتعلقت بنعمي أي الناموس روحيا وسارت إلى شعب لم تعرفة من قبل أي إلى شركة السمائيين الذين كانوا قبلا غرباء عنها، والآن دخلت معهم في عضويتهم إذ حملت الطبيعة السماوية.
كثيرون سجدوا للملوك والأمراء والحكام وغيرهم تعبيرا عن الاحترام والمهابة والتوقير، أو الاستعطاف (1 أخ ۲۰ : ۲۹ ). فسجد داود أمام شاول الملك بروح التواضع (1 صم ۲4: 8). وسجد يوآب ثم أبشالوم أمام الملك داود (۲ صم 14: ۲۲-۳۳). وسجدت أبيجايل أمامه (۱ صم ۲۵: ۲۳، 41). وسجد أخيمعص أمامه (۲ صم ۱۸: ۲۸) كما سجدت بثشبع أمامه (1 مل ۲: ۱۹). وسجد أدونيا أمام سليمان ليعفو عنه (۱ مل 1: 53). كما سجد سليمان أمام أمه بثشبع توقيرا احتراما (۱ مل ۲: ۱۹). كما سجد لوط للملاكين (تك 19: 1).