يقول الحكيم: السكوت وقت، وللتكلم وقت” (جا 3: ۷)، ليس في تعاملنا مع الناس فحسب، بل وفي عبادتنا أيضا. فللسكوت وقت حين نجلس مع الكتاب المقدس، أو نقف أمام هيكل، فلا ننطق بكلمة مسموعة لكي نسمع صوت إلهنا في داخلنا. وأيضا للكلام بصوت هادئ حين نسبح بالمزامير، فيلتهب قلبنا بالفرح السماوي والحب الإلهي. وللكلام بصوت واضح مسموع حين نشترك مع خورس الشمامسة ومع الشعب في التسبيح، ونشعر باشتياقنا للانطلاق إلى الفردوس، فننضم إلى خورس السمائيين ومعهم المؤمنون المنتصرون الذين رحلوا. هكذا يسند الفم النفس في عبادتها سواء بصمته أو همساته أو التكلم والترنم بصوت مسموع، بل وأحيانا بالصراخ، كما يقول المرتل: في ضيقي دعوت الرب، وإلى إلهي صرخت، فسمع من هيكله صوتي وصراخي قدامه دخل أذنيه” (مز ۱۸: 6).
يقول القديس أغسطينوس: “في شدتي دعوت الرب، وإلى إلهي صرخت”. يعلن القديس بولس عن هذه الصرخة الموجهة إلى الآب، قائلا: “الذي في أيام جسده، إذ قدم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات القادر أن يخلص من الموت، وشمع له من أجل تقواه” (عب 5: 7). شمعت صرخته بإقامته من الأموات ونواله المجد والملكوت. كما يقول: “فسمع صوتي من هيكله المقدس”. سمع صوتي من مسكنه داخل قلبي! “وصراخي قدامه يدخل في أذنيه”، هذا الصراخ الخاص بي لا تسمعه أذن إنسان، فإنني إذ أنطق به في داخلي في حضرته، يبلغ إلى أذنيه!
وما نقوله عن الفم واللسان نقوله على كل بقية أعضاء الجسم التي تساهم في العبادة المقدسة للرب مشتركة مع النفس والقلب والفكر.
القمص تادرس يعقوب ملطي
يقول الحكيم: السكوت وقت، وللتكلم وقت” (جا 3: ۷)، ليس في تعاملنا مع الناس فحسب، بل وفي عبادتنا أيضا. فللسكوت وقت حين نجلس مع الكتاب المقدس، أو نقف أمام هيكل، فلا ننطق بكلمة مسموعة لكي نسمع صوت إلهنا في داخلنا. وأيضا للكلام بصوت هادئ حين نسبح بالمزامير، فيلتهب قلبنا بالفرح السماوي والحب الإلهي. وللكلام بصوت واضح مسموع حين نشترك مع خورس الشمامسة ومع الشعب في التسبيح، ونشعر باشتياقنا للانطلاق إلى الفردوس، فننضم إلى خورس السمائيين ومعهم المؤمنون المنتصرون الذين رحلوا. هكذا يسند الفم النفس في عبادتها سواء بصمته أو همساته أو التكلم والترنم بصوت مسموع، بل وأحيانا بالصراخ، كما يقول المرتل: في ضيقي دعوت الرب، وإلى إلهي صرخت، فسمع من هيكله صوتي وصراخي قدامه دخل أذنيه” (مز ۱۸: 6).
يقول القديس أغسطينوس: “في شدتي دعوت الرب، وإلى إلهي صرخت”. يعلن القديس بولس عن هذه الصرخة الموجهة إلى الآب، قائلا: “الذي في أيام جسده، إذ قدم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات القادر أن يخلص من الموت، وشمع له من أجل تقواه” (عب 5: 7). شمعت صرخته بإقامته من الأموات ونواله المجد والملكوت. كما يقول: “فسمع صوتي من هيكله المقدس”. سمع صوتي من مسكنه داخل قلبي! “وصراخي قدامه يدخل في أذنيه”، هذا الصراخ الخاص بي لا تسمعه أذن إنسان، فإنني إذ أنطق به في داخلي في حضرته، يبلغ إلى أذنيه!
وما نقوله عن الفم واللسان نقوله على كل بقية أعضاء الجسم التي تساهم في العبادة المقدسة للرب مشتركة مع النفس والقلب والفكر.