ورد في متى 1: 11 »ويوشيا ولد يكنيا وإخوته عند سبي بابل«.لكن لم يكن يوشيا أب يكنيا، بل كان جدّه؟ (كما في 1أخبار 3: 15 و16)
أول وأكبر موقع للأسئلة والأجوبة المسيحية والذي يخدم جموع الشعب الناطقين باللغة العربية في كل بقاع العالم.
ما يكتبه القديس متى هُنا ليس هو سلسلة نسب تفصيلية او تأريخية، إنما كُتبَّت هذه السلسلة لأغراض تعليمية ولاهوتية، فليس المقصود هو ذكر كل شخص في نسب السيد المسيح للآلاف السنين من آدم إلى المسيا المُخلص، إنما المقصود من ذكر سلسلة النسب هذه ومثيلتها في إنجيل القديس لوقا هو غرض لاهوتي، فمثلًا في (الأعداد 5،6) يذكر ان سلمون ولد بوعذ من راحاب ويكمل بعد ذلك بجيلين فقط في ربط النسب بداود الملك، مع انه من المفترض ان يكون قد مضي وقت أطول من جيلين بكثير (علي الأقل أربعمئة سنة)، ولكن غرض الكتابة يقتضي إبراز شخصيات معينة وهي المرتبطة في الفكر اليهودي بمجئ المسيا إما عن طريق نبوات او عن طريق الخلاص والخروج من العبودية على مراحل تاريخ اليهود الكبير.
“فالقديس متى هُنا لا يقدم تاريخ للحدث، بل يقدم وثيقة تدل على ان يسوع هو بالفعل المسيح المُنتظر من اليهود[1]“.
وهذا التبديل في الأسماء هُنا أحدثه القديس متى الإنجيلي لسبب لاهوتي، وهو ان يصير ترتيب الأجيال أربعة عشر جيلًا لا يزيد عن ذلك[2]، وهذا ايضًا رأي القديس جيروم[3]. فمتي الرسول يتعمد فعل ذلك لكي ينشئ ثلاثة حقب أو أقسام تاريخية متماثلة (انظر عدد 17)، ولكي يربط المسيا بداود الملك، فالأسماء العبرية تقابلها أرقام في التفسير اليهودي، وإذ أن متى يقدم إنجيله إلى جماعة عبرانية فهو دائمًا يشدد على أن المسيا هو ابن داود، وحتي من خلال عدد الاجيال الفاصلة أراد ان يربط نسل المسيا بإسم داود الملك، فأخذ رقم دواد (في العبرية: دود(דוד)= 4 + 6 + 4= 14) وأورده ثلاث مرات. وهكذا شدّد مت على داود وتواصل سلالته. كما ان تقسيم ق. متى السلالات لثلاثة اقسام متساوية كان عاملًا مساعدًا على تسهيل الحفظ[4] وهو اسلوب جيد للكرازة والشرح.
وايضًا يهوياقيم هذا كان ألعوبة في يد ملك مصر (أنظر؛ 2اخ 36: 4)، وهذا ما جعله اسمًا مغمورًا في سلسلة الانساب[5].
[1] William Hendriksen and Simon J. Kistemaker, vol. 9, New Testament Commentary : Exposition of the Gospel According to Matthew, P, 119.
[2] The NET Bible First Edition Notes (Mt 1:11).
[3] Catena Aurea: Commentary on the Four Gospels, Collected Out of the Works of the Fathers, Volume 1: St. Matthew, P. 26.
[4] John Jr MacArthur, The MacArthur Study Bible. (Nashville: Word Pub., 1997, c1997), Mt 1:17.
[5] A commentary, critical and explanatory, on the Old and New Testaments. (Mt 1:11).